الدمام – بيان آل دخيل نقاش صحافتنا مبرمج بموضوعات مكررة في أشهر معينة بصورة سنوية. أركز على أصحاب القرار وكتّاب الصحف والعلماء ومراكز الدراسات. هناك من راهن أنه سيستمر مائة يوم فقط.. لكنه الآن في سنته الرابعة. أبحث في الصحف الإلكترونية كي ألغي المؤثرات الفنية في المطبوعة. أكد صاحب «المؤشر الإعلامي»، فؤاد المشيخص، أن هدفه من إطلاق هذا المشروع هو صنع «رأي وموقف» عند الإنسان، لتبيان واقع المجتمع «بطريقة سليمة». وأوضح المشيخص أن إطلاق «المؤشر» جاء كردة فعل منه على ملاحظاته بأن هناك مَن لا يعرف عن الأحداث في المجتمع السعودي شيئاً، خاصة عن المرأة، قبل أن تتبلور الفكرة ويبدأ تنفيذها فعلياً عن طريق إرساله عناوين الصحف عبر البريد الإلكتروني، بعد أن يستيقظ يومياً الساعة الرابعة فجراً، ويتجول على مواقع الصحف السعودية الإلكترونية، ليقتطف منها عناوين لأهم الأخبار المنشورة عن المملكة العربية السعودية، لافتا إلى أنه استفاد بعد ذلك من المجموعات البريدية، لإرسال العناوين، ثم الاتجاه إلى موقعي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر»، وأخيرا الإرسال عبر برنامج الهواتف الذكية «واتس آب». «الشرق» حاورت المشيخص للتعرف أكثر على بداية هذا المشروع وتوسعه، وما الذي اكتشفه من خلاله، وكذلك استمراريته دون توقف طيلة هذه المدة، فإلى نص الحوار: بروز الفكرة * بداية، ما هي فكرة المؤشر، وكيف بدأت؟ -لأنني كثير الأسفار، التي تصاحبها لقاءات كثيرة في الخارج، كنت ألحظ عند الحديث عن المجتمع السعودي أن الناس، الأجانب والسعوديين، لا يعرفون كثيرا عن الأوضاع هنا، خاصة عند الحديث عن المرأة السعودية. ومرة، استفزني موقف، قبل تأسيس المؤشر بأربعة أيام، فقررت إعداد المؤشر لتبيان واقعنا بطريقة سليمة، دون أن يكون هناك أي انعكاس علي. لم تكن المسألة سهلة، فإيضاح اتجاه البلد من خلال عين الصحافة ليس سهلاً. وفي كثير من الأحيان كنتُ أُسأل لماذا وضعت «هذا الخبر»؟ ووجهة نظري: قد يكون هذا أهم خبر، كونه يشير إلى المؤشر، وإلى أين تتجه البلاد. بداية العمل * كيف بدأت عملياً؟ - بما أنني اختصاصي اجتماعي، أعرف أن الإنسان الذي لديه موهبة ما، في كل دول العالم، يخصص جزءاً من وقته للناس دون مقابل، فقررت أن أخصص من وقتي ساعتين ونصف الساعة للمؤشر. أستيقظ يومياً في الرابعة صباحاً، بغض النظر عن وقت نومي، أو عدد الساعات الكافية، وأمسك الصحف الرسمية ال12 في المملكة، وأقرأ كل ما ينشر فيها، ولا أسمح لأحد بإزعاجي في هذا الوقت، حتى لو كان أحد أفراد أسرتي، ولا أرد على أي مكالمة في وقت إعدادي المؤشر. والفكرة بدأت تحديداً بالرسائل الإلكترونية، ووجدت إقبالاً كبيراً، فبدأت بوضع مخطط للتوسع. إبعاد المؤثرات * تستعين بالنسخ الإلكترونية، ولا تلتفت إلى المطبوعة، لماذا؟ - الذي يبحث عن مؤشر داخل الصحيفة، لا بد أن يلغي مؤثرات الصحيفة عليه، فهناك مؤثرات عند مطالعة الجريدة، وكوني عملت مديراً للشؤون الفنية، ورئيساً لقسم الإخراج، أفهم أننا سواء عبر الحجم، أو الشكل، نشير للقارئ إلى قراءة الخبر، وهو الأمر الذي ألغيه لو حدث في النسخ الإلكترونية، لأنني أذهب للمهم بحسب ما أراه، وليس حسب ما تشير إليه الصحيفة. توسع المشروع * كيف توسع المشروع؟ - بدأت على مستوى السعودية. كنت أختار المدن، وأذهب لأكبر مجموعة في شبكة الإنترنت (مجموعات جوجل)، وأراسلهم، وأعرض عليهم المشروع، فيعطونني صفة المدير، فأرسل للمشتركين المؤشر، حتى أرسلت لجميع المدن، حيث كنت أضع الخريطة نصب عيني عند الإرسال. وبعد ما انتهيت من السعودية، انتقلت إلى دول الخليج، ثم مصر والشام، وأخذت أتوسع بطريقة منهجية، بالتركيز على أصحاب القرار، وكتّاب الصحف، والعلماء، ومراكز الدراسات. * هل فكرت بالتوسع في المشروع، ليشمل الصحف غير الرسمية، أو الصحف الخليجية؟ - مستوى التغيير ليس في عدد الصحف لكونه سيؤثر على وقتي، ووقتي محدود. * كم عدد المتابعين اليوم؟ - يتجاوز المليون. ولدي عدد من المواقع تقوم بإعادة إرسال المؤشر، أو إعادة تفكيكه، داخل وخارج المملكة، ولا يهمني إذا وضع اسمي، أو إذا لم يشر إليه، فكل ما يهمني وصول المؤشر. * ما هي فكرة المؤشر تحديداً؟ - فكرة المؤشر توصيل المعلومة بطريقة فيها اختزال للوقت والجهد. والمشتركون يقدرون هذا الشيء، إلا أن بعضهم يضايقهم التركيز، لكن هذا هو الموجود في الصحافة! إصدار «المؤشر» * هل توقف المؤشر يوماً؟ - كلا، وصادف مرة أن مرضت، ولم أستطع تحريك يدي، فطلبت من أبنائي أن يساعدوني على استخدام الأصابع، وأن يساعدوني في استخدام الجهاز. ظروف عدة تحصل لي، لكنني حتى في السفر لم أوقف المؤشر يوماً. * يتأخر المؤشر أحياناً، ولا يصل في الصباح الباكر؟ - بالفعل، يتأخر المؤشر يومي الخميس والجمعة، فلأسرتي عليّ حق. * هل اهتممت بإبراز قضايا معينة؟ - كلا، لم أفعل ذلك، أنا أبرز فقط ما تنشره الصحافة. قضايا مكررة * ما الذي اكتشفته من المؤشر؟ - عملت فهرسة موضوعية لما ينشر في المؤشر الإعلامي لمدة شهر، هدفها معرفة المؤشر، فاكتشفت أن القضايا نفسها التي كنا نناقشها في العام الماضي، نناقشها في العام الحالي! تخرج أشياء جديدة، إلا أنها تحت الموضوعات نفسها. وكأن صحافة مجتمعنا مبرمجة من أجل النقاش في موضوعات مكررة، بتواريخ معينة، في أشهر معينة، وبصورة سنوية. مفهوم «المؤشر» * ما الذي يعنيه «المؤشر الإعلامي» تحديداً؟ - كلمة مؤشر لها بُعد اقتصادي، وأنا حوّلتها من اقتصادي إلى بُعد له علاقة بالحركة على الصعد كافة، فكلمة»مؤشر» تعطي انعكاساً في الذهن أن هذا الشيء له علاقة بالماضي والحاضر والمستقبل، وفي الوقت نفسه تحت عنوان إعلامي، أنا لا أصنع الخبر، بل أنقله من خلال الإعلام. لا أعتقد أن أحداً بإمكانه القول إنه غير مناسب، فهو أولاً يزيح المسؤولية عني إلى المحتوى، وهو مؤشر إعلامي سعودي على ما ينقل في الصحافة. من الطريف أن أبنائي صاروا يُسمّون أبناء «المؤشر الإعلامي»، وليس فؤاد. * ما الذي يعنيه لك المغتربون؟ - أركز وأبحث عنهم، وأرسل لهم المؤشر، سواء الطلبة، أو المسؤولين. * هل تصلك ملاحظات حول المؤشر؟ - نعم، ومنها السلبية والإيجابية، وبعضهم يطالبني بالتوقف، ومنهم من ينزعج من بعض الموضوعات، ومنهم من يشتم، ومَن يطالب بإلغاء الاشتراك، إلا أنهم يطلبون العودة بعد ذلك. عمل فردي * هل يوجد مَن يدعمك؟ - الذي ينظر إلى العمل يظن أن هناك عدداً من الناس يعملون خلفه، لكنني أعمل بمفردي، ولا توجد أي جهة، أو مؤسسة داعمة، بأي شكل من الأشكال. وإلى الآن لا توجد أي مبادرة للتبني، ولا أي حالة اعتراض رسمي على المؤشر، وكل الاعتراضات تأتي عن طريق أشخاص، لأن لديهم توجهات تخالف ما ينشر في المحتوى، وبالتالي ما ينشر في الصحافة، وهم أحرار. الهدف * ما الذي تسعى إليه؟ - أحاول أن يكون المؤشر الإعلامي بمستويات بسيطة جداً، لا أُصّعد فيه على المستوى التقني، لأنني لا أريد أن أخسر المتابعين، حتى إصدار مايكرسوفت وورد لم أغيره. أنا مستعد للتعامل مع كل المستويات، أرامكو مثلاً تمنع دخول رسائل المجموعات، فخصصت بريدا شخصيا لموظفي أرامكو لأرسل لهم المؤشر يومياً. * هل تفضل صحيفة على أخرى؟ - لدي رؤية حول مستوى كل صحيفة، لكنني لست متحيزاً لصحيفة دون أخرى. * ما الذي تريده من خلال المؤشر؟ - أن يكون عند الإنسان موقف ورأي. * كيف يمكن للباحث الوصول إلى أرشيف المؤشر؟ - الأرشيف موجود على رابط المجموعة، منذ أن بدأت قبل أكثر من عامين، وما قبل المجموعة لدي في جهازي منذ العدد 11، أما قبل ذلك فليس عندي. * كلمة أخيرة؟ - المؤشر ليس اختياراً فقط، إنما هو نتاج إنسان يمتلك التجربة ولديه رؤية في الاختيار والقدرة على تمييز المؤشر، فأحياناً يكون المؤشر في الصورة، وليس في الخبر. وهناك من راهن أنه سيستمر مائة يوم فقط، لكنه اليوم في سنته الرابعة، وقريباً يدخل في الخامسة، لم أتوقف، ولن أتوقف يوماً، لأنه نوع من أنواع المسؤولية. المشيخص متحدثاً لمحررة «الشرق» (تصوير: علي غواص) المؤشر الإعلامي المؤشر الإعلامي