أكد الدكتور حبيب بن معلا اللويحق أن بعض الأعراف والتقاليد تحكم أكثر من بعض النصوص الشرعية، وهي من تضييق الممنوع، إلا أن دائرة المباح أكثر اتساعاً من الممنوع. وبين الدكتور اللويحق أن المبدع يجب أن لا يعتمد الوضوح والمباشرة، وأن لا يتعمد الغموض المبالغ فيه. وأشار إلى ظهور دعوات إلى” تبني الغموض والابتعاد عن الوضوح في النصوص من بعض المدارس، لاتخاذها الغموض كفلسفة”، جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها الدكتور اللويحق مساء السبت الماضي في القاعة الثقافية بمقر النادي “الغموض في القصيدة العربية”، وبين أن النقد الحديث دعا إلى انفلات الدلالة التي تعني إطلاق دعوات للغموض، بمعنى أن كل قارئ يفسر النص بطريقة معينة فيها وضوح وغموض حسب القراءة وطبيعة القارئ، وفي النقد الحديث دعوة إلى قبول كل تفسير، وهو مشروع حازم القرطنجي في النقد الحديث. وأضاف:”في الحراك العربي دعوة للغموض، ومعاداة للوضوح، والشعراء يستخدمون الرمز للدعوة إلى فكرة منحرفة”. وأوضح الدكتور اللويحق إلى “أن قضية الغموض في القصيدة موضوع قديم في التراث العربي، موضحاً أن الوضوح مطلب في اللغة العربية، كاشفاً إلى أن القول بأن ظهور الغموض في العصر العباسي أمر يحتاج لدراسة ونقاش طويل بين الباحثين، قبل تبني مثل ذلك القول، مضيفاً أن الغموض بدأ فعلياً في العصر العباسي، نظراً لتغير الحياة، وميلها إلى الغموض، عكس العصر الجاهلي الذي كانت القصيدة فيه واضحة، مستدلاً إلى ذلك بأقوال عبدالقاهر الجرجاني”. كما أشار اللويحق إلى أن تناول النقد العربي الحديث لقضية الغموض والوضوح قام على جهد النقاد. ووافق الدكتور اللويحق ما قاله أحد المتداخلين من أن استخدام الغموض قديماً كان قليلاً، والغموض حالياً أصبح هو الأصل، مشدداً على أن كثرة الغموض جناية في الشعر العربي، وابتلي به الأدب العربي. ورداً على السؤال: كيف يمكن معالجة هذا الزخم الفوضوي اللغوي الذي يسود ثقافتنا منذ عقود، والتغييرات الفجائية الكبرى في الأوضاع السائدة يمكن أن تؤْذِن بعودة إلى كلمة سواء؛ أجاب الدكتور اللويحق أن الغموض ليس لأسباب سياسية، بل بسبب البحث عن الإبداع”.