لم تدم فرحة جماهير الكرة السعودية طويلا بتأهل الاتحاد والأهلي إلى الدور نصف النهائي من دوري أبطال آسيا، إذ سرعان ما عادت إلى مربع الأحزان في أعقاب الخروج المرير للهلال من البطولة بخسارته الثقيلة على أرضه أمام أولسان الكوري الجنوبي برباعية نظيفة هزت ملعب الملز وأصابت الجميع بالصدمة والذهول. رسم النقاد والمتابعون صورة جميلة للكرة السعودية وأنديتها تخطو بثبات نحو الدور قبل النهائي من البطولة، وارتفع سقف الطموحات بعد أن فرض فريقا الاتحاد والأهلي واقع تأهل فريق سعودي إلى النهائي، لكن الجميع استفاق على مشهد حزين تحول فيه الفريق الهلالي إلى حمل وديع أمام منافس ليس بتلك القوة التي تمكنه من هز شباك صاحب الأرض والضيافة أربع مرات اثنتان منها في نصف الساعة الأولى من عمر المباراة، والدليل على ذلك مباراة الذهاب التي كاد فيها الأزرق أن يعود بالتعادل على أقل تقدير لولا سوء الطالع. ودع الهلال البطولة الآسيوية من الباب الواسع، وكان طبيعيا أن تكون ردة الفعل قوية من جماهير تعودت على الانتصارات والبطولات، بيد ألا أحد توقع أن تعبر هذه الجماهير العاشقة لناديها بتلك الصورة التي خرجت فيها عن المألوف ووصلت إلى درجة تشجيع الفريق المنافس وتوجيه الإساءات والسخرية من اللاعبين والجهاز الفني على نحو ما كان عليه حال المدرجات خصوصا في اللحظات التي أعقبت تسجيل أولسان الكوري هدفه الثاني الذي بدد كل شيء.