هل تذبذب مزاج الفرد مشكلة نفسية تحتاج إلى علاج؟ عادة نقول إن التذبذب، أو التقلب، في المزاج، هي حالة طبيعية لدى البشر، إلا إذا أخذت شكلاً شاذاً، أو متطرفاً في السلوك، كأن يكون الشخص مكتئباً مثلاً لفترة، ثم يدخل في حالة هوسية – من زيادة في الانشراح – ما تلبث أن تعود إليه حالة الكآبة مرة أخرى. هنا يكون تقلب المزاج مشكلة حقيقية يجب البحث عن حل لها. والحالة الطبيعية من تقلب المزاج، وهي أن يحس الإنسان مثلاً بشيء من الضجر والملل من حدث، أو شيء معروف، ما يلبث أن ينتهي بمجرد زوال ذلك الحدث ويعود الإنسان بعدها إلى وضعه الطبيعي، هنا نسمي تلك الحالة بعسر المزاج، وهنا يجب على الفرد حينما يشعر بشيء من الضيقة وافتقاد الطاقات النفسية والجسدية وافتقاد الرغبة والإهمال في الواجبات، لابد أن يدفع نفسه بالإحساس بالدافعية الداخلية والتركيز على الإنجازات الفعلية، وأن لا يركن نفسه، أو يستجيب لتلك الحالة المحبطة، بل يجب عليه المقاومة والخروج من دائرة المشكلة إلى دائرة الحل، وتغيير سلوكه السلبي بآخر إيجابي. ما هي خطوات علاج القلق والتوتر؟ هنالك عدد من الأساليب العلاجية المفيدة في علاج القلق النفسي والتوتر بمختلف أشكاله، ولكني سأركز على بعض أساليب العلاج النفسي غير الدوائي، مثل التحكم بالتنفس، والتنفس العميق بدلاً عن التنفس السريع السطحي، من خلال تمارين الاسترخاء، وتمارين التنفس، كما تفيد بعض الأساليب العامة المطمئنة في تخفيف القلق، التي تعتمد على التأمل النفسي بشكل عميق، ومن أهمها السلوكيات الدينية والروحية، كالصلاة، والذكر، والاستغفار، وأيضاً أساليب اليوغا والرياضة بشكل عام. ويفيد العلاج السلوكي المعرفي الذي يعتمد على تعديل أفكار العميل التلقائية ونمط التفكير السلبي الذي تعود عليه والمرتبط بمواقف القلق، التي تساهم في تثبيت حالة وسمة القلق، وعادة يتم مناقشة مثل هذه الأفكار وتحديدها من قبل معالج مختص، ومن ثم تعديلها من خلال الحوار والجلسات العلاجية، ومن ثم تعديل السلوك المؤدي إلى القلق بسلوك آخر إيجابي يبعث في النفس الطمأنينة والراحة.