حذّرت جمعية الصيادين في المنطقة الشرقية، من تعرّض ثلاثة أنواع من الأسماك للانقراض في خليج جزيرة تاروت في محافظة القطيف، بسبب الصيد الجائر، وأعمال الردم التي قضت على غالبية محاضن ومبايض الأسماك والربيان. وأوضح نائب رئيس جمعية الصيادين في المنطقة الشرقية جعفر الصفواني ل»الشرق»، أن أسماك الصافي الصغيرة والمعروفة محلياً ب «الصويفي»، وأسماك الميد، وأسماك الجواف التي كانت موجودة بوفرة في خليج تاروت بدأت كمياتها في التناقص بشكل كبير، يدق ناقوس الخطر من تعرّضها للانقراض، مبيناً أن أسماك الصويفي وبعد تعرّض محاضنها للردم والتجريف، تتعرّض حالياً لأعمال صيد جائر من قبل بعض الصيادين بواسطة شباك الجرف القاعي، في موسم وأماكن تكاثرها، فيما تتعرّض أسماك الميد أيضاً للصيد الجائر في موسم تكاثرها، الأمر الذي أدّى لتناقص أعدادها بشكل ملحوظ، وذلك بعد أن كانت تشاهد في السابق بالعين المجردة بكميات كبيرة جداً، وعلى شكل أسراب بمحاذاة الشاطئ، وهو المنظر الذي أصبح نادراً مشاهدته الآن. واتهم الصفواني بعض الصيادين الذين يتعمدون الصيد في أماكن ممنوعة على الساحل، وكذلك أعمال الردم والتجريف التي طالت غالبية ساحل خليج تاروت وقضت على المنطقة الطينية المحاذية للشاطئ، وأشجار القرم، بالتسبب في تعرّض أسماك الجواف للانقراض، مطالباً بتشديد الرقابة على الصيادين المخالفين وخاصة بعض المقيمين العرب، الذين يتعمدون صيد مثل هذه الأنواع من الأسماك وفي أماكن يفترض أن يكون الصيد فيها ممنوعاً، مطالباً كذلك بحماية البيئة البحرية من أعمال الردم والتجريف، والحفاظ على ما تبقى من خليج تاروت وجعله محمية، يحرم التعدي عليها، كون المنطقة المشار إليها تحتوي على ثروة طبيعية ووطنية لا تقدر بثمن. وتعد أسماك الصافي والميد من أشهر الأسماك المحببة والمفضلة لدى أهالي محافظة القطيف بشكل خاص، وتتسيد تلك الأصناف في موسمها موائد الطعام في المنطقة، إلى جانب أسماك أخرى مشهورة كالهامور والكنعد وسواهما، وكان سعر كيلو الميد في الماضي للمفرد لايتجاوز الخمسة ريالات بسبب وفرته رغم كثرة الطلب عليه، وارتفع سعره الآن إلى أكثر من ثلاثة أضعاف السعر السابق، ويفضل الأهالي أكله مشوياً، أما أسماك الصافي فالحجم الصغير منه والمعروف ب»الصويفي» فيؤكل مشوياً وله محبوه ومعجبوه رغم صغر حجمه، فيما يتم أكل الكبير مشوياً أو مقلياً، وأسعاره تتراوح الآن بين ال15 ريالاً والأربعين ريالاً للكيلو، وذلك بحسب حجمه وموسمه، فيما كان سعره في الماضي لا يتجاوز ال12 ريالاً في أفضل الأحوال.