خبر إفراج الأممالمتحدة عن 150 مليار دولار من الأصول الليبية المجمدة هذا الأسبوع، فجر صراع نفوذ بين كتائب الثوار المسيطرين على جزء كبير من مطار طرابلس والجيش الليبي. المعركة أوسع من المطار ستصل قريباً إلى مطار طرابلس الدولي شحنة من عدة مليارات، طُبعت في ألمانيا، ومن المقرر أن تُحمل جواً على متن خمس طائرات بضائع، ومن يسيطر على المطار عند وصول الأموال سيكون قادرا على تحصيل رسوم تأمين باهظة على نقل المبلغ وتسليمه إلى البنك المركزي. غير أن معركة السيطرة على المطار ليست إلا جزءاً من صراع أكبر بكثير بين مختلف الأطراف والقوى المؤثرة من أجل الهيمنة السياسية والاقتصادية على ليبيا الجديدة، مما يشير إلى أن الواقع أكثر تعقيداً مما تعكسه التصريحات الرسمية وزيارات المجاملات وحملات العلاقات العامة.
كتائب الزنتان والسيطرة على المطار ويخضع المطار الدولي في طرابلس حالياً لسيطرة مسلحين من مدينة الزنتان، وهي بلدة جبلية تبعد 90 ميلا إلى الجنوب من العاصمة الليبية، وسبق أن استولى عليه ثوار الزنتان وهم في طريقهم لتحرير طرابلس في شهر أغسطس الماضي، غير أن الجيش الوطني الذي يدير شؤونه بعض ضباط من عهد القذافي، عازم على تولي زمام الأمور في المرفأ الجوي، الأمر الذي ينذر بصراع مرير للسيطرة على المطار. وقد حاول الجيش قبل أيام اقتحام المطار، ودارت مواجهات مسلحة عند نقطة التفتيش الرئيسية للمطار، وخلفت جريحين من الثوار وعلقت الرحلات الجوية لبعض الوقت. كما استدعى الجيش مرة أخرى الأسبوع الماضي تعزيزات من شرق ليبيا. ويتوقع المتابعون مزيدا من القتال بعد أن أطلق مسلحون مجهولون من أيام النار وأصابوا نجل قائد الجيش خليفة خفتر خارج مصرف “الأمان” في طرابلس، وأُلقي القبض على صدام ابنه يوم الجمعة الماضي. جيش لم يُحقق الإجماع بعد! ويرى المراقبون أنه لا يمكن لليبيا المضي قدماً نحو الاستقرار إلا بعد سيطرة الجيش الوطني على الكتائب المسلحة، ولكن طريقة تشكيله واختيار قادته قوبلت بالرفض والاستنكار من كتائب كثيرة في الزنتان ومصراتة، وهي منظمة ومسلحة بشكل جيد ويسيطر عليها قادة محليون ومجالس عسكرية، وأكثر المنخرطين فيها شباب مسلح عاطل عن العمل، ولا يزال الانضباط يمثل مشكلة، إلا أن النظام في كلتا المدينتين أفضل حالا مما عليه الوضع في العاصمة طرابلس. صراع الجيش الليبي والثوار على السيطرة