مضى سبتمبر ومازالت حرارة صيفه تحرق أجسادنا وتتوغل رطوبته داخلنا. تمضي الأيام وترحل ونبقى نحمل الحزن في جنباتنا ونترك الفرح. نتعطر برائحة تراب الأرض ونتناسى جمال الأزهار فوق سطحه. ماالذي يوقد شرارة المشاكل بين الأفراد؟ أهي الكلمة الجارحة أم التصرف غير المسؤول؟ إنها أمور كثيرة تتراكم فوق بعضها بعضاً لتفرق بين الناس. هناك الشر وهناك الشك. أمور ذات شجون من طبع البشر. وهناك الصفح والمحبة وهما أيضا في مقدور البشر. لايملك العقل والضمير الإنساني ومخافة الله من يعمل عامدا متعمدا لإيذاء قلوب أحبها وأحبته. إن الشر ذراعه قد تطول لتغتال الخير بل وتوقظ فجأة غريزة الأنانية والعنف بكل أشكاله. كل شيء نسبي في الحياة لا السعادة كاملة ولا الحزن ولا الخير ولا الشر. كلنا عطشان للكلمة الحنونة ولليد الباردة التي تُهدئ من روعنا. وللقلب الكبير الذي يحتوينا. والله يعلم أنني لاأقول هذا تمسكناً بل اعترافاً بما في القلب من محبة وما في الروح من أمل. وعندي يقين بأن من يؤذي الناس هم المتخلفون البعيدون عن الله. إن الله أعطانا من الحكمة المخزنة في عقولنا وقلوبنا ما يكفينا لأن نواجه الشر بالخير، ونوقظ القوة الروحية الكامنة في كياننا لنتحدى ونتقارب ونحنّ ونشتاق ونتذكر الأحلام الجميلة التي كنا على وشك أن نحققها. قد نثور ثورة جامحة لتفريج حزن عميق ينخر الأمان النفسي داخلنا. إن اليقين برحمة الله وبقربه ينزع فتيل القسوة داخلنا التي قد تنقلب إلى كراهية. إن اللجوء إلى الله بإخلاص هو المفتاح السحري لإحياء الأمل في غد جميل. وهو العين السليمة التي تستطيع أن تنفذ إلى جمال أنفسنا فنرى النجوم خلف الغيوم والدواء في الداء. ميخائيل نعيمة: فهاتي يدا وهاك يدي على رغد وعلى نكد. معا كنا من الأزل معا نبقى إلى الأبد.