صحيح أنني كنتُ مسافراً الأسبوع قبل الفائت وتحديداً في فترة الحدث، لكن الأصح أنني ضعيف في مقام الموت.. ضعيف في العزاء.. وأحياناً إذا كان المصاب عظيماً فإنني لا أقوى على الحضور والمشاركة إذ لا أستطيع أن أرى وأتحمل حزن الذين أحبهم على رحيل عزيز أو حبيب لديهم.. وعندما كنت بصحبة عدد من الزملاء في منزل الصديق المحامي الأستاذ خالد أبو راشد، ليلة الإثنين قبل الماضية، ننتظر وصول الأمير خالد بن عبدالله للقائه والحديث معه حول ما يخص النادي الأهلي في ظل الاستحقاقات المهمة التي يخوضها الفريق حالياً، محلياً وقارياً، فاجأنا رئيس النادي الأهلي الأمير فهد بن خالد باعتذار الأمير خالد عن الحضور لوجوده بقرب والدته المريضة، ليأتي الخبر الفاجع، بعد يوم، برحيلها رحمها الله، وهو خبر حزين ومحزن لكل من يسمعه أو يعرف عنه، كما هي أنباء الموت والفراق والرحيل الأبدي، لكن وقعه على الرياضيين والأهلاويين على وجه الخصوص وكثير من المواطنين كان أشد وأعظم وأكثر وجعاً. كل العزاء لك أبا فيصل إنساناً وأميراً وقلباً أبيض نقياً لا يحمل إلا الود والحب.. رجلاً هادئاً رصيناً رزيناً حكيماً خلوقاً متواضعاً بسيطاً وإنساناً يشبهُ وصف السلام: «نهارٌ أليفٌ خفيف الخطى لا يعادي أحداً».. فلك العزاء وللجميع العزاء أيضاً لأننا فجعنا مثلك وتألمنا كما تألمت وتألم شارع التحلية بأسره. أعرف أن حزنك طويل وعميق من فرط ما رأيتك تبكي بحرقة في المشهد الذي نقلته هذه الصحيفة لمراسم الدفن، وبكت أرواحنا لبكائك لأن فقد الأم لا يشبهه أي فقد، والعزاء فيها لا يشترك فيه الناس فقط، ولكن كل ما يحويه كون الله من طير وشجر وحجر وماء يجتمعون في تأبين الأمهات عندما تغمض عيونهن في المنام الأخير وتسكتُ قلوبهن إلى الأبد.. أَليست (الأم) هي سراج البيت ودرب البياض إلى البهي العظيم؟! كل القلوب معك في أيام حزنك ولوالدتك «منيرة آل الشيخ» دعواتنا إلى الرحمن بالمغفرة والرحمة والرضوان من الله وسلام على روحها المطمئنة بإذن الله.