ينظم فريق علمي رحلة استكشافية إلى منطقة الربع الخالي في منتصف أكتوبر المقبل تحت إشراف مشرف كرسي استكشاف الموارد المائية في الربع الخالي الدكتورعبدالله بن محمد العمري وبمشاركة نخبة من الخبراء المتخصصين من أمريكا وفرنسا، وبدعم مباشر من وزارة المياه والكهرباء لإجراء مسوحات جيوفيزيائية متطورة باستخدام التقنيات الكهرومغناطيسية Magneto telluric للمنطقة الواقعة شرق محافظة السليل وجنوب حرض. وأوضح العمري ل «الشرق» أنه يوجد تحت رمال الربع الخالي تكوينات جيولوجية حاملة للمياه يصل سمكها إلى آلاف الأمتار ومن أهم الطبقات الحاملة للمياه طبقة الوجيد وأم الرضمة والنيوجين وتحتوي على مخزون مائي هائل يقع على أعماق بعيدة ويمكن اعتباره مصدراً بديلاً للمياه المحلاة مستقبلا. وقد تم حفر أكثر من 140 بئرا منها 52 بئرا بواسطة وزارة الزراعة والمياه سابقا و88 بئرا بواسطة شركة أرامكو السعودية، مبيناً أن المعلومات المتوفرة لدى كل من وزارة المياه والكهرباء وأرامكو السعودية عن الآبار المحفورة في أطراف وأعماق الربع الخالي تحتاج لإعادة تقييم ودراسة مستفيضة لمعرفة التتابع الجيولوجي التحت سطحي، وأماكن تواجد تلك الطبقات الحاملة للمياه، وربط ذلك مع إنتاجيتها ونوعيتها وجدواها الاقتصادية. وقال المشرف على الكرسي إن الدراسة تهدف إلى تحديد مكامن المياه الجوفية وسمك الطبقات الحاملة للمياه إلى عمق قد يصل إلى ثلاثة كيلومترات، بالإضافة إلى رسم معالم الحوض الترسيبي للمنطقة ومعرفة اتجاه الانسياب المائي. وأضاف العمري أن الطرق الجيوفيزيائية، وبالأخص طرق المقاومة الكهربائية والكهرومغناطيسية والانكسار السيزمي، تعد من أفضل الطرق الحديثة لتحديد مصادر المياه الجوفية ومكامنها لدقتها في تحديد التغيرات العمودية للمقاومة مع اختلاف العمق وتحديد الصد وع وسماكة الطبقات علاوة على قدرتها على التغلغل في الأعماق البعيدة. وسوف يتم تحديد طريقة الاستكشاف المناسبة في الربع الخالي على ضوء المعطيات الجيولوجية والجيوفيزيائية وتقنيات الاستشعار عن بعد.