أثار ظهور بعض العسكريين المنشقين وهم يعلنون العودة عن انشقاقهم أثناء انعقاد مؤتمر معارضة الداخل في دمشق الأسبوع الماضي، استياء عديدٍ من قوى الثورة السورية، حيث ظهر بعض الضباط، ومن بينهم قائد المجلس العسكري في دمشق العقيد خالد عبدالرحمن الزامل، خلال المؤتمر الذي حضره ممثلون عن الدول الحليفة للنظام، وهم يقولون: «قررنا العودة عما أقدمنا عليه، والتعاون مع وزارة المصالحة الوطنية لتسوية أوضاعنا، ووضع أنفسنا تحت تصرف قيادة الجيش». وقال ناشط في تنسيقية التضامن في دمشق ل «الشرق»: إن العقيد المهندس خالد عبد الرحمن الزامل، اعتُقِل في كمين في حي كفرسوسة بدمشق في ال 29 من مارس الماضي، ثم أودِعَ في سجن صيدنايا العسكري. وأضاف الناشط، الذي رفض ذكر اسمه، أن الزامل هو ابن محافظة القنيطرة من قرية «ممتنة»، وكان يخدم في مطار المزة العسكري، ويتحدث الإنجليزية والروسية، وانشق عن الجيش السوري في آواخر عام 2011، وتشرد حوالي أربعين شخصا من عائلته خارج الأراضي السورية في الأردن ومصر وليبيا نتيجة انشقاقه. وبحسب الناشط باسم تنسيقية التضامن، شغل الزامل، منصب نائب قائد المجلس العسكري في دمشق منذ بداية التأسيس حتى اعتقاله، أما ابنه سليمان وزوجته فما زالا ملاحقين مع عدد من أقربائه. وأشار الناشط إلى أن قوات النظام أحرقت منزل «الزامل» ومنزل أخيه في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق، ودان سلوك النظام في إحضار الزامل ورفاقه إلى مؤتمر معارضة الداخل، بحضور ممثلي حلفاء دمشقروسيا وإيران والصين، ليعلنوا عودتهم إلى الجيش النظامي، واصفا سلوك النظام بإجبار الزامل، على الإعلان عن عودته إلى صفوف النظام بالمشين، مؤكدا أنه يدل على استمرار النظام في تجاهل الثورة وما حققته على الأرض. وأكد الناشط أن ما حدث مع «الزامل» يُعد تكرارا لما صنعه النظام مع الضابط المنشق حسين الهرموش، الذي أجبر على الظهور على التليفزيون الرسمي لكن مع إضافة أن ذلك تم بحضورٍ رسمي لحلفاء الأسد، واعتبر أن ممثلي هذه الدول والمعارضة شهود زور على ما حدث، محمِّلا نظام الأسد المسؤولية عن سلامة العقيد الزامل ورفاقه المعتقلين في السجون. عنصران من الجيش الحر في أحد شوارع حلب(أ ف ب)