المدينة المنورة - عبدالرحمن حمودة، محمد المحسن تنظِّم الجامعة الإسلامية ضمن برنامجها الثقافي مساء الثلاثاء المقبل، محاضرة لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، أمير منطقة مكةالمكرمة، بعنوان “منهج الاعتدال السعودي”، بحضورالأميرعبدالعزيز بن ماجد، أمير منطقة المدينةالمنورة، ونخبة من العلماء والمثقفين وكبار المسؤولين والإعلاميين. وتعرض المحاضرة إلى المنهج السعودي في الاعتدال، المستمدّ من الكتاب والسُّنة، والمبني على نبذ التشدد والغلو، والبعد عن الانحلال والتطرّف، وهو المنهج الذي أرسى عليه الملك عبدالعزيزدعائم البلاد منذ تأسيسها. ويجيب الأمير عن أسئلة ومداخلات الحضور في القاعتين الرجالية والنسائية. وأكد مدير الجامعة الدكتور محمد بن علي العقلا أن المحاضرة فرصة للإفادة من طرح الأمير، لما عُرف عنه من ثقافة واسعة، وإلمام بقضايا العصر، ولمساهماته في المجالات الفكرية. وأضاف العقلا أن برنامج الجامعة الثقافي حريص على استضافة أبرز العلماء والمفكرين والمسؤولين لعرض تجاربهم، ومناقشة رُؤاهم مع منسوبي الجامعة وطلابها، بالإضافة إلى الحضورالمتنوع الذي يشهده البرنامج من شرائح المجتمع كافة. وقال الدكتورعبدالله بن عبدالمحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي: إن الأمير خالد الفيصل ساهم في نقل الثقافة الإسلامية إلى العالم من خلال المؤسسات والمراكز الثقافية التي يرأسها، كما أنه يولي الشباب اهتماماً كبيراً، وهو يحرص على تشجيعهم ودفعهم إلى الجد والاجتهاد والتفوق. وأكد التركي أن المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حرصت على الانطلاق في علاقاتها الإسلامية والدولية من هذا النهج الإسلامي، والتعاون والحوار الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين في مبادرته الرائدة. وقال الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي، الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف: إن المملكة تتميز بالمنهج المعتدل في مجالات الحياة كافة، وفي علاقاتها الدولية، وفي تعاملاتها مع مختلف القضايا. وأضاف: إن محاضرة الأمير تكتسب أهميتها من زوايا عدة، أهمها مكانة المحاضِر وثقافته الواسعة، وإلمامه بقضايا العصر في المجالات الفكرية، ثم موضوع المحاضرة: وهو اختيار جيد يبرز وسطية الإسلام، ونبذه للعنف والإرهاب بأنواعه كافة. وبيَّن الشيخ فهد بن إبراهيم المحيميد رئيس محاكم منطقة المدينةالمنورة أن المملكة منذ قيامها استمدت دستورها من الكتاب والسنة، وجعلت الاعتدال منهجاً لها، فكان مظهراً من مظاهرها منذ عهد المؤسس- يرحمه الله-. وأكد خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، ذلك، وعلى البعد عن كل ما يضاده من الغلو والتطرف، ورفض الانحلال. وأقامت لذلك المؤتمرات، وعقدت الحوارات الجماعية والثنائية، وتبنت لتحقيق ذلك الهيئات والمؤسسات المختلفة، وتأسيس الجامعة الإسلامية بالمدينة منذ خمسين سنة، يُعد من أهم ملامح هذه الجهود. وأوضح رئيس المحكمة الإدارية في المدينةالمنورة، الدكتور محمد بن عبدالقادر شيبة الحمد، أن الاعتدال مفهوم لا يُتصور بدونه انتظام الكون، ولا انتظام الحياة البشرية، فالكون كله يقوم على (التوازن) والاعتدال، لا على الغلو، والتطرف، والاضطراب، والاعتدال توسط حال بين حالين، وكل ما تناسب فقد اعتدل، والعدول هم الأخيار، والمقصود من الاعتدال التزام المنهج العدل الأقوم، والحق الذي هو وسط بين الغلو والتنطع، وبين التفريط والتقصير، ومن المعلوم أن أمة الإسلام هي الأمة الوسط. ونوه شيبة الحمد إلى أن الاعتدال يُعد من السمات الدينية والحضارية التي تطمح كثيرمن المجتمعات إلى الظهور بها، وبلورتها على أرض الواقع، من خلال سلوك سياسي واقتصادي واجتماعي مسؤول، بالنسبة للأفراد والجماعات على حد سواء، وقد لا يكون من باب التضخيم إذا ذكرنا أن الأمة الإسلامية هي أكثر الأمم وسطية واعتدالاً، لذا اهتمت الدولة السعودية بالاعتدال منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- يرحمه الله- ومروراً بعهود الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد- يرحمهم الله جميعاً- وإلى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- حيث دعا الملك عبدالله الأمة الإسلامية إلى الالتزام بالاعتدال، وأسس للحوار الوطني، والعمل المنهجي في جميع المؤتمرات الداخلية والخارجية، ليعلن للعالم أن الدين الإسلامي دين الوسطية والاعتدال، وقد أكد ذلك بقوله “إن الوطن والشعب السعودي الوفي لا يقبل بديلاً عن الوسطية والاعتدال، ويرفض الغلو والتعصب بالقدر الذي يرفض به التحلل”. ولفت شيبة الحمد إلى ما للأمير خالد الفيصل من مساهمات متعددة في المجالات الفكرية، وكذلك محاضرات متعددة منها المحاضرة التي ألقاها في جامعة الملك عبدالعزيز، بعنوان “تأصيل منهج الاعتدال السعودي”، التي اختتمها بالتحذيرمن تيارين يسريان في حياتنا الفكرية، يمثل التيار التكفيري أحدهما، ويمثل التيار التغريبي ثانيهما، يريد الأول أن يسلخنا من دنيانا، ويريد الثاني أن يسلخنا من ديننا، مؤكداً من خلال ذلك تطلعه إلى بلورة نهج الاعتدال على مستوى نظري، يشارك فيه المفكرون وأساتذة الجامعات.