ركبت السيارة بعد أن ارتديت معطفاً يزن عشرة كيلوجرامات من الصوف. اصطحبت معي كوباً من الزنجبيل الساخن لأغراض التدفئة واتجهت إلى مقر العمل. لا أستطيع أن أفتح شيئاً من نوافذ السيارة. كان عليّ الاكتفاء بقليل من الهواء البائت. الأجواء في الخارج تدعو إلى التجمد. توقفت عند الإشارة الضوئية.. وهالني ما رأيت!. مقاول يحمل عشرة من عمال البناء في صندوق وانيت مكشوف! في البرد يظهر «ذوق الأغنياء» في اختيار المعاطف الشتوية ذات الماركات العالمية، ويتجلى «فن البؤساء» في اختراع الحيل والبدائل للفرار من لسعات البرد القارس!وزارة التربية والتعليم أعطت الصلاحيات لمديري المدارس لإلغاء الطابور الصباحي عند الأجواء الباردة.. أتمنى أن يتذكروا صلاحياتهم!في صباح جدة الدافئ.. وطريف الشديد البرودة.. يذهب الصغار إلى المدارس في التوقيت نفسه!في الشتاء يحزن بائع الآيس كريم؛ ويرقص بائع البليلة الساخنة!. الحمضيات فواكه شتوية، أقيم لها مهرجان مشهود وهي في أسوأ حالاتها الإنتاجية!. تضاءل إنتاج الحمضيات وقارب الصفر، ووصل حجم البرتقالة الواحدة إلى مستويات قياسية، تشكو من التضخم بسبب الاستخدام الجائر للكيماويات. أصبحت الزراعة منذ عقود مهنة التجار، وتوارى المزارعون البسطاء لضعف إمكاناتهم. جشع التجار واتجاههم للزراعة جعل الناس لا يثقون في المنتجات الزراعية المحلية. كلمة مهرجان مليئة بالفرح والابتهاج. باختصار لم تكن هناك أسباب كافية للاحتفال!