دعا باحثون وكتّاب ومثقفون، سنة وشيعة، شاركوا وحضروا، في ندوة أقيمت مساء أمس الأول في القطيف، إلى تنقية تراث المسلمين من أي إساءة للرسول، وأهل بيته وأصحابه، والتمسك بقيمه، صلى الله عليه وآله وسلم، ونشره للعالم، رداً على الإساءات للنبي الأكرم. وشارك في الندوة، التي أقامها منتدى حوار الحضارات تحت عنوان «رسول السلام»، كلٌ من مدير التعليم الأسبق في المنطقة الشرقية الدكتور سعيد أبو عالي، والدكتور عدنان الشخص، ومحمد الخميس. وتحدث أبو عالي في بداية الندوة عن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، مبيناً أنه جاء مصدقا لما قبله من الأديان والأنبياء والرسل، وأن الله اختار العرب محضناً للرسالة، ولغتهم وعاءً لها، مرجعاً أسباب الإساءات المتكررة، إلى سمو الرسالة، وعظمة الرسول، واصطفاء المسلمين لحملها، لافتاً إلى أن «الكافرين والحاقدين والحاسدين لا يكفّون عن الاستهزاء بالدين»، وتشويه صورة المسلمين منذ بزوغ الرسالة، غير أنهم لن يبلغوا مقاصدهم، لأن القرآن الكريم والرسول محفوظان من الله سبحانه وتعالى. من جانبه، تحدث محمد الخميس، عن طرق رد الإساءة، وكيفية الغضب، موضحا أن ذلك يكون بعدة إجراءات بينها تعاون الشيعة والسنة على تنقية تراث المسلمين من أي إساءة للرسول وأهل بيته وأصحابه وزوجاته، من أجل الوصول إلى سيرة طاهرة نقية تمثّل صورة النبي الأكرم الحقيقية، وكذلك اتخاذ موقف حازم، كدول ومؤسسات، ضد كل من يعتدي على النبي، وعلى باقي الأنبياء والصالحين، دون أن أخذ البريء بجرم المذنب، «فلا تزر وازرة وزر أخرى». وشدد الخميس، في حديثه على أن الاعتداء على الإنسان طريق غير سليم، فالإنسان مكرم مهما كان دينه ومذهبه، مشدداً على ضرورة استثمار الحدث في رص صفوف المسلمين وإعلان وحدتهم. أما الدكتور عدنان الشخص، فرأى أن الأسباب التي دفعت الغربيين إلى هذا الموقف عديدة، بينها سرعة انتشار الإسلام في العالم، رغم ضعف الإمكانات، قياساً بما تحظى به المسيحية العالمية من دعم أمريكي وأوروبي، وهذا ما ولَّد القلق لديهم من الإسلام والمسلمين، فلجأوا إلى إحداث فتنة داخلية، من خلال النيل من رموز المسلمين، لافتاً إلى أن الموقف المطلوب الآن هو مخاطبة العالم خطابا إنسانيا، وعرض الجوانب الإنسانية التي يتصف بها ديننا الحنيف ورسولنا الأكرم.