على إثر عاصفة فيلم “براءة المسلمين Innocence of Muslims” دخل العالم الإسلامي مجدداً، في حلقة جديدة من مسلسل استغلال المشاعر الدينية، واستثمار الغضب العام في توظيفه مادياً أو سياسياً كما جرت العادة خلال الاستفزازات الدورية، مع افتعال ضجة سياسية واقتصادية ودينية لها مآرب أسوأ. الفيلم الذي تم تسجيله في العام 2011م، وتم عرضه على أقل من عشرة أشخاص في مسرح مستأجر في هوليوود تحت عنوان “البراءة من مليار لادن”. بتاريخ 8 سبتمبر الحالي تحول هذا الفيلم من (قذر ومعادٍ للإسلام ومثير للاشمئزاز ومغمور) إلى أشهر مقطع ترويجي على الإنترنت. وذلك بسبب تصرف أحمق من (قناة الناس) المصرية، الذي قفز بعدد المشاهدات للنسخة الوحيدة للفيلم على Youtube من أقل من 500 مشاهدة إلى أكثر من ثلاثين مليون مشاهدة خلال أقل من أسبوع. شعور الغضب العارم لدى العامة، هو شعور طبيعي جداً، وغير مستغرب فيما يخص حالة التناول السلبي والعدائي ضد الإسلام. ولكنه شعور غير واعٍ، بضعف هذا التأثير، ورداءة القائمين على الفيلم، الرداءة الأخلاقية والمهنية ودوافعهم المريضة. ولكن السؤال المهم هو: إلى متى سوف تستمر هذه الآلية الاستثمارية لمشاعر العامة، وتهييجهم الاستغلالي الدائمة؟ منذ آيات شيطانية ورسوم دانماركية وتصرفات حمقاء لحرق نسخة من القرآن وحتى الوصول إلى فيلم وصفته نيويورك دايلي نيوز بأنه “تحت أي مستوى معقول من صناعة الأفلام ..”. طالما ثقافة العامة تعتمد على إعطاء كل شيء قيمة أكثر مما يحتمل أو يستحق، ستكون مسألة الوعي في التعاطي العام أقل من المتوقع وأكثر ضرراً من الضرر ذاته! من جهة أخرى، كل هذه الأحداث تسعى لوضع الحكومات الغربية والمنظمات المختلفة أمام تحدي حرية التعبير والرأي والنشر، حيث شهدت عدد من الدول أحداثاً مماثلة تتناول رموزاً دينية أو ثقافية أو تاريخية. بينما ما يحتاجه العالم الإسلامي لحماية مقدساته وعدم الانجراف وراء استفزازات رخيصة من هنا أو هناك، تفعيل قرارات دولية واضحة لحماية الرموز والمقدسات الإسلامية بإصدار قانوني فاعل، كما هو الحال مع تجريم أي تكذيب في العالم لجرائم الإبادة النازية. الجدير بالذكر أمام هذه العاصفة المخادعة، أن لا ننسى الفيلم الأكثر سوءاً ضد الإسلام والإنسانية جمعاء مما يحدث في سوريا أثناء انشغالنا بالبحث عن المقطع على موقع Youtube هذه الأيام للأسف. Retweet : “إن عالمية الحضارة قد أدت إلى عالمية الجراثيم” لوك مونتانييه – مكتشف فيروس الإيدز.