أقر وزير الزراعة والري السوداني الدكتور عبد الحليم المتعافي، بجملة من المعوقات التي تواجه المستثمرين السعوديين في السودان. وقال المتعافي في حديث خص به «الشرق»: إن هنالك معوقات كثيرة تواجه المستثمرين السعوديين في السودان، منها عدم انسيابية الحركة المرورية لنقل البضائع، وعدم توفر البنى التحتية المناسبة، ونقص الطاقة الكهربائية، وعدم حصول المستثمرين السعوديين على أراض في المواقع التي تشهد الزراعة المطرية، وعدم توحيد التشريعات بين الولايات السودانية، وحث المستثمرين السعوديين على التوجه للولايات الجنوبية ذات الإنتاج الزراعي الرخيص. وأفصح المتعافي على هامش اجتماع الدورة الرابعة للجنة الوزارية السعودية السودانية المشتركة التي عقدت في جدة أمس، عن وجود لجنة برئاسة وزير الخارجية السوداني الأسبق الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل لحل هذه المشكلات وإزالة العقبات، وقال الوزير السوداني إن كثيراً من العقبات تمت إزالته بدليل الزيادة المضطردة لأعداد المستثمرين سنوياً، لاسيما بعد تكثيف الزيارات بين الجانبين، وفتح باب النقاش والحوار مع المستثمرين والجهات الحكومية لحل العقبات. وفيما يتعلق بمبادرة خادم الحرمين الشريفين للاستثمار الزراعي الخارجي، قال المتعافي إن توجه المستثمرين السعوديين للاستثمار في اللحوم البيضاء والمحاصيل الزراعية في السودان يُعد جزءاً من تلك المبادرة، مشيراً إلى أن المملكة تُعد ثالث أكبر شريك للسودان بعد الصين والمجموعة الأوروبية، وحول حجم الاستثمارات السعودية السودانية قال إنها تجاوزت أربعة مليارات ريال، وهو ما يُعد ضعيفاً، إذ إن هناك 6 شركات صغيرة ومتوسطة الحجم لا تتعدى مساحة استثماراتها 125 ألف فدان. من جهته، قال وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم إن وزارته لم تضع أي تصور مستقبلي لحجم الاستثمارات المتوقع أن تصل إليه المملكة بالتعاون مع السودان، موضحاً أن المسؤول عن وضع الخطط والدراسات لتلك الاستثمارات هو القطاع الخاص بحسب توجه الخطة التنموية للمملكة وليس للحكومة سوى عملية التسهيل والتنسيق وفق الاتفاقيات العامة. وقال إن مخاوف رجال الأعمال من التوجه للاستثمار في السودان ليست في محلها، مشيراً إلى التطورات الاقتصادية والتشريعية الحاصلة في السودان وهو ما سيكشف عنه المنتدى الاقتصادي للاستثمارات المشتركة في الرياض خلال النصف الأول من فبراير المقبل، الذي تتبناه الحكومة السودانية لعرض التشريعات والفرص الاستثمارية. وأضاف أن السودان ليس البلد الوحيد لتوجيه الاستثمارات الزراعية إليه، بل إن السودان هو البلد الوحيد الذي يتميز بالقرب ورخص ثمن النقل بينه وبين السعودية، مؤكداً أن المعوقات التي تواجه المستثمرين السعوديين سيتم التغلب عليها ببدء الاستثمارات في بناء البنى التحتية من طرق مواصلات وسكك حديدية ومشروعات الطاقة. وأشار بالغنيم إلى عدد من التسهيلات الحكومية لدعم تلك الاستثمارات، منها قرار مجلس الوزراء بتسهيل القروض للمستثمرين السعوديين الذين يريدون الاستثمار بالخارج عن طريق صندوق تنمية الاستثمارات السعودي، بالإضافة لإنشاء الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والحيواني والبالغ رأسمالها 800 مليون دولار بهدف الدخول في شراكات مع المستثمرين السعوديين لدعم دخولهم المجال الاستثماري.