وقع وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم مع وزير الزراعة السوداني عبدالحليم بن إسماعيل المتعافي على 4 اتفاقيات إطارية في مجال الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية خلال اختتام اجتماعات الدورة الرابعة للجنة الوزارية السعودية السودانية المشتركة الذي عقد أمس بجدة. وعقب التوقيع أوضح د. بالغنيم أنها اتفاقية تمثل الإطار العام للاستثمار الزراعي في السودان بهدف زيادة الاستثمار السعودي في السودان وكذلك حماية المستثمر السعودي في الدولة التي يستثمر فيها أمواله، بالإضافة إلى تقليل عوامل المخاطرة وطمأنته من النواحي المناخية وغيرها، خاصة إذا ما تأكد المستثمر من رعاية الدولة لاستثماره. أوضح بالغنيم أن هناك مشروعات قائمة وهناك مستثمرون يستثمرون حاليًّا في السودان ولكن العدد الموجود يعد قليلاً مقارنةً بالطموحات والمأمول من الحكومتين ونحن نرى أنه من الضروري في السنوات القادمة مضاعفة الجهود في الاستثمار السعودي في السودان، مشيرًا إلى أن الإمكانات الزراعية هائلة في السودان وأن الفرص متاحة ولكن تنقصها بعض المدخلات الأساسية في قطاع الاستثمار والسعودية حريصة على زيادة الاستثمار. وأكد بالغنيم على أن يتولى الاستثمار القطاع الخاص وليست الدولة، مشيرًا إلى أن هذه سياسة بادرت بها المملكة وأيدتها الحكومة السودانية فيها، مؤكدًا كفاءة وجاهزية القطاع الخاص في العملية الاستثمارية أنّ وجود شركة متخصصة تكون وسيطًا استثماريا في القطاع الزراعي بين البلدين أمر غير وارد حاليًّا. وأوضح أن الاستثمار من متوسط إلى طويل المدى لا يتوقع له أن تكون النتائج خلال سنة أو سنتين مشيرًا إلى أن هناك ما يغطي الاحتياجات المحلية، وأن العمل ما زال في الطريق الصحيح والإيجابي، داعيًا المستثمرين السعوديين إلى الاستثمار في السودان خاصّة أن أرضها خصبة ومشجّعة بأكثر مما يتوقّعه أي مستثمر وقال: «أدعو إلى المنتدى الاقتصادي السعودي السوداني في فبراير القادم ليتيح الفرصة للمسؤولين في السودان أن يطلعوا المستثمرين على التشريعات الفرص المتاحة للاستثمار الزراعي وغيره في السودان. وأكّد أن السودان يمثل عمقًا متميزًا ولهذا ينبغي أن نستثمر هذه العلاقة، مشيرًا إلى أن السودان ليس هو الخيار الوحيد للاستثمارات السعودية في الخارج، وأن هناك دولًا لديها إمكانيات أفضل لكن الاستثمار مع السودان يتميّز بالعلاقات الطيبة والقرب المكاني وانخفاض تكلفة النقل، وأنّ هناك بعض المعوقات الموجودة مثل البنية التحتية التي تحتاج إلى استثمارات هائلة جدا، والسودان يعمل في تنفيذ البنى التحتية لتساعد في عمليات نقل المحاصيل من عمق السودان إلى الموانئ. وأضاف د. بالغنيم أنّه في مجال دعم المستثمرين السعوديين في الخارج كان مجلس الوزراء السعودي قد أقر بتبني صندوق التنمية الزراعية السعودي بإقراض المستثمر السعودي للاستثمار في الخارج، كما صدر قرار مجلس الوزراء قبل أكثر من عام بإنشاء الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والحيواني ولها مجلس إدارة وفيها مستثمرون سعوديون برأسمال 3 مليارات ريال والهدف منها هو الدخول في شراكات مع المستثمرين السعوديين وبدأت تمارس عملها. من جانبه أوضح وزير الزراعة السوداني عبدالحليم بن إسماعيل المتعافي أن عدد المستثمرين في القطاع الزراعي دون المأمول وأن حجم الأراضي التي يستثمر فيها السعوديون أكثر من 125 ألف فدان. في إنتاج اللحوم والأعلاف والقمح، لافتا إلى أن التبادل التجاري بين المملكة والسودان يصل إلى أربعة مليارات ريال سعودي وإعادة تصدير صادرات المملكة إلى السودان تشكل أكبر شريك تجاري في المنطقة. وطالب المتعافي من رجال الأعمال بعرض وتقديم كافة ما قد يواجههم من عقبات في سبيل تذليلها، وأكد أن 80% من الزراعة السودانية هي أراضٍ مطرية، مشيرًا إلى أنّ جنوب أواسط السودان هي المستقبل الحقيقي والاستثماري للإنتاج الزراعي للسودان والسعودية عبر القطاع الخاص. وعن المشكلات المالية في تحويل الأموال إلى خارج السودان بالنسبة للمستثمرين السعوديين أوضح الوزير السوداني أنّ هذه مشكلة حدثت أثناء انفصال جنوب السودان وفقدان السودان لعائدات النفط حيث تأثر الحساب الخارجي للسودان، مشيرًا إلى أنهم قد تجاوزوا في السودان هذه المشكلة وأن العملة أخذت في الاستقرار منذ ثلاثة أشهر، مشيرًا إلى أنّ المستثمرين الصغار يتراوح استثمارهم بين 500 إلى 2000 فدان وأنّ عشرات المستثمرين الشباب الصغار يستثمرون في السودان، وقد تغلبوا على كثير من الصعاب والآن الجو مناسب للاستثمار أكثر مما كان عليه في السابق، ونسعى للنظر في المشكلات الاستثمارية ونعالجها بالطرق التي تطمئن المستثمرين والراغبين في الدخول بالاستثمار. وأضاف المتعافي: سنبذل المزيد من الجهد من جانبنا لنفتح المجال لزيارة المستثمرين ليقفوا على التجارب التي نجحت في السودان حتى يزيد الاطمئنان، وسنرتب دعوة لرجال الأعمال السعوديين للوقوف على المشروعات التي أقامها سعوديون وحققت نجاحا كبيرا بل أصبحت تساهم في الأمن الغذائي في السودان نفس ما نسعى إليه هو أن نتيح للمستثمر السعودي الوقوف على البيئة الاستثمارية في السودان من واقع تجارب سعودية ناجحة.