عادت رزان مغربي، بعد سنة من الغياب، تعرضت فيها لكثيرٍ من الحملات والانتقادات، لتطل بابتسامة تخفي فيها حزنها وعتبها، في برنامج «طني وغني» عبر شاشة المستقبل، قبل أن تنطلق من جديد مع قناة «الحياة» المصرية في برنامج «صوت الحياة». عن ظروف هذه العودة، وأسباب هذا الغياب، وغيرها من الأمور، كان هذا الحوار مع «الشرق»: * مباركة عودتك - شكراً لك. سعيدة جداً بهذه العودة رغم أن فترة الغياب لم تتعد السنة، ولأسباب تتعلق بالأوضاع السياسية غير المستقرة، والثورة التي عصفت بمصر، حيث لم يكن الناس في وارد متابعة برامج فنية، ولذلك فضلت الابتعاد وقتها، إلى أن تلقيت عرضاً من تليفزيون المستقبل، بيتي الأول الذي انطلقت منه، وكنت من الوجوه الأولى التي أطلت عبره، وحين أعلموني بأنهم في صدد إجراء إعادة هيكلة للمحطة، لم أستطع الرفض لأن فضل هذا الصرح الإعلامي كبير جداً علي. ثم بدأ العمل كخلية النحل منذ شهرين، لأطل في برنامج «طني وغني»، الذي انطلق منذ أسبوعين. * كيف مرت عليك هذه السنة؟ - كانت صعبة جداً، فأنا شخص حيوي، لا أنام ولا أعرف السكينة والهدوء، ولم أكن أعرف كيف وإلى أين أوجّه هذه الطاقة، فقررت الاهتمام بالعائلة والأصدقاء الذين أهملتهم طويلاً بسبب انشغالاتي، حيث مكثت ثلاثة أشهر مع والدتي في بيروت، وثلاثة أخرى مع والدي في لندن. «تفلسفت كتير» السنة الماضية، فصرت أراقب وأحلل، و»حككت» الأصدقاء لأعرف معدنهم.. كثرٌ كنت أعتقدهم أصدقاءً ابتعدوا، والحقيقيون فقط ظلوا إلى جانبي. كانت سنة الدروس الكبرى، تخرجت فيها من «جامعة الحياة». * تعرضت خلالها لحملة تشهير واسعة! - لم أكن أعرف أن النجاح مؤذٍ وقهار لهذه الدرجة، وأن هناك جيوشا مجندة لاصطيادي. هذا مفرح ومحزن في الوقت نفسه. لم أكن أعرف أنه يجعلك عرضة لكثيرٍ من المكائد، وكما يقال «مصائب قوم عند قوم فوائد». * هل نجاحك كان سبب هذه المكائد؟ - حتى اليوم نظرية المؤامرة موجودة، لكن «إن بعض الظن إثم». لا يمكنني أن أشير بالإصبع وأسوق الاتهامات، ولا أريد أن أفكر بطريقة بشعة، وأن أختزن في عقلي وجسمي وقلبي أموراً سلبية.. الله «يسعدن ويبعدن»، وهذه ليست مثالية مني، إنما أنانية، لأنني لا أريد أن أدخل الكره والشر إلى نفسي. وللتذكير، أنا أول إعلامية غير مصرية تدخل إلى التليفزيون الرسمي المصري بقرار من وزير الإعلام المصري، وتشارك الإعلامي محمود سعد برنامجه «البيت بيتك» في شهر رمضان، وتقدم برنامج الألعاب الأنجح «Deal or no deal» عبر قناة «الحياة». * غيابك فتح أبواب مصر لكثيرين غيرك، وحُكي كثيرٌ عن الانزعاج الذي سببه لك هذا الأمر، فما ردك؟ - على العكس، وفقهم الله جميعاً. لا أنظر أبداً إلى ما يفعله غيري، ولا يمكن لأحد أن يمحو تاريخ أحد. أقولها وبكل تواضع: قضيت عشرين سنة حافلة بالتميز في المجال الإعلامي، صنعت خلالها ثورة إعلامية، وقدمت مقابلات مع أكبر نجوم العالم، وكل ذلك بفضل الله والجمهور، لكنهم اليوم «طير وفرقع يا بوشار»، فلنتروَّ، ولننتظر، إن كانوا سيحافظون على استمراريتهم!! قرأت مقالاً عددوا فيه أسماء الإعلاميين اللبنانيين الذين انتقلوا إلى مصر هذه السنة، ولم يذكروا فيه مثلاً أن رزان كانت أول إعلامية لبنانية دخلت مصر، ونجحت فيها، وكنت الأولى حسب الإحصاءات الرسمية.. أعطوني حقي لا أطالب بأكثر من هذا. مع الأسف، بتنا ك «الزومبي» نقتات على لحم الآخر! * حُكي كثيرٌ عن أن تليفزيون «الحياة» أوصد الأبواب في وجهك، رغم أنك ستطلين قريباً عبر المنبر نفسه لتقدمي برنامج «صوت الحياة». أخبرينا عن تفاصيل هذا المشروع. - فليتكلموا كما يشاؤون. علاقتي طيبة بالقائمين على المحطة، وفي حياتي لم أواجه أي خلاف معهم. كتبوا كثيراً من الأخبار عن ترحيلي عن مصر، وكانت كلها أقرب إلى الخيال العلمي وأفلام هوليوود منها إلى الحقيقة. كنت وما زلت، وسأبقى في مصر، أما فيما يتعلق بالبرنامج الجديد، فالتحضيرات ستبدأ في النصف الثاني من شهر سبتمبر الحالي، على أن يعرض في ال14 من أكتوبر المقبل. وسيضم كلا من الفنانة سميرة سعيد، والفنان هاني شاكر، والموسيقار حلمي بكر، كأعضاء للجنة التحكيم، وأعد الجمهور بكثيرٍ من المفاجآت، وهدفنا الأساسي منه هو البحث عن صوت الحياة المصري. * بتنا نعاني تخمة من الفنانين، ومن برامج الهواة! هل سيكون «صوت الحياة» مختلفاً، وماذا عن استمرارية الفائز؟ - صحيح أن مصر عودتنا على الأصوات الماسية والذهبية، لكنها تحتاج إلى أصوات جديدة، فمن بين تسعين مليون نسمة تمتلك قلة من المغنيات والمغنيين، عكس ما يحدث عندنا في لبنان، فمن بين ثلاثة ملايين نسمة، نجد مليونين امتهنوا الفن، إن جاز لنا هذا التعبير. أما فيما يتعلق بموضوع الاستمرارية، فقد طرحت هذه النقطة في الاجتماع الذي ناقشنا فيه الفكرة، وتمنيت فيه تأمين كل مستلزمات الدعم والاحتضان والخطة الكاملة لإنجاح هذه الموهبة واستمراريتها بعد أن تُطفأ الكاميرات، كي لا يتكرر الذي حدث مع مشتركي برامج أخرى.