أرجو أن تركزوا معي. قد يكون هذا المقال أهم مقال تقرأونه منذ الحادي عشر من سبتمبر. هذا المقال سحري، ليس فقط لأنه سيلخص كل مقالاتي التي قرأتموها حتى الآن، بل أيضا لأنه سيجيب عن كل الأسئلة التي خطرت على أذهانكم أو علقتم بها على مقالاتي. وهو إلى ذلك سيجيب على أي سؤال ترغب في طرحه علي، أي سؤال سيخطر ببالك أن تطرحه علي ستجد إجابته هنا، أيا يكن هذا السؤال. «يوجد الشيطان في التفاصيل» يقول المثل الإنجليزي. ولذلك، أنا راغب في جلسة تحضير لشياطين التفاصيل في الأحداث التالية التي وقعت في تويتر، حيث هناك تويتات، وريتويتات وفافوريت، والأهم من ذلك هناك فولورز. الحدث الأول: الأستاذ محمد الهويمل – الكاتب المتميز الذي ينشر في جريدة الجزيرة – كتب «زميلتك في العمل إما أن تكون امرأة فتثير شهوتك، وإما هي غير ذلك فهذا لا يعد اختلاطا». شيطان التفاصيل هو التالي: علقت على ذلك بسؤال «أي امرأة تثير شهوتك؟».- «سوالي بلوك»-، والله العظيم محمد الهويمل «سوالي بلوك بسبب هذا السؤال!» هناك شياطين أخرى في هذه المناقشة، وأرجو أنكم تتذكرون المقالات التي يلخصها هذا الحدث، على الأقل هناك ثمانية مقالات يلخصها هذا الحدث الذي قد يبدو تافها. الحدث الثاني: الواعظ المعروف الدكتور سلمان العودة يطلب من متابعيه أن يحبوا أمهاتهم، و أن يحترموهن، فالأم إنسان مهم في حياتك وعليك أن تتعامل معها برفق. ونسأل الدكتور العودة: هل هناك من الناس من يحتاج لأحد على تويتر يخبره بواجب أن يحب أمه؟! أترون كم مقالا يلخص هذا الحدث؟ على الأقل أربعة عشر من مقالاتي. هل ترون كم الأسئلة التي ستجدون إجابة لها لمجرد قراءة هذه الأسطر الثلاثة؟ ألم أقل لكم إنه مقال سحري؟ الحدث الثالث: كتبت «تعريف الحرية 6-لأن هناك تويتات مرقمة-: هي أن يكون بإمكان عداد السرعة في سيارتك أن يعطي رقما بين صفر و 240 ولكنك أنت من يحدد الرقم عندما تقود سيارتك». يعلق الأستاذ محمد الكنعان- الكاتب المتميز في جريدة الجزيرة (زميل محمد الهويمل الذي التقيناه أعلاه) «جميل التعريف لأنه يجعل للحرية حدودا وإلا تحولت إلى فوضى» لا تحتاج شياطين التفاصيل في هاتين الجملتين إلى طقوس من أي نوع: إنها تتقافز من تلقاء نفسها. أعتذر للأستاذ الكنعان فالتعريف الذي وضعته مرقما سخيف للغاية وزائف. زائف لأنه يزعم أنه يعرف حدودا لشيء ليس له حدود معروفة، لا حدود بدايته ولا حدود نهايته. قلت لكم مرارا لا شيء محدد -معرف- خارج الجيومتري/الهندسة التحليلية. و تعليق الأستاذ الكنعان؟ أترككم لتحضروا شياطينكم الخاصة من تفاصيل هذه الجملة. كم مقالا هنا؟ كم سؤالا تشعر بأنك عثرت له على إجابة؟ الحدث الرابع: يكتب أحدهم- شخص غير معروف بالنسبة لي- كلاما سخيفا عن الاختلاط. فأشارك «هذا مقالي المنشور في الوطن قبل سنوات حول الموضوع». يرد علي» ما دام في الوطن فلا حاجة بي إليه، البعرة تدل على البعير». أغلب الناس مختلفون مع أشياء لا يعرفونها، حينما تفهم أمرا ما، فأنت لا تعد تخشاه بل تفهمه. حينما تزعم أنك أنت وحدك من فهم فأنت حتما مخطئ. حينما تصف أمرا ما بشكل معياري، فأنت تزعم بأنك أنت فوق الوصف، أنت تقف والحقيقة في يدك كهراوة ستضرب بها رأس كل من ينحرف. (أقرأ: ما هي الجملة التقريرية؟ مقال قادم). هل ترون عدد الشياطين الصغيرة التي تخرج من تفاصيل حدث تافه، مناقشة تافهة على تويتر؟ الحدث الخامس: الواعظ المعروف الدكتور محمد العريفي ( وبالمناسبة فعدد متابعيه يفوق عدد حضور مباراة برشلونة وريال مدريد و كلهم يريدون -بالتأكيد ليس جمهور برشلونة وريال مدريد- أن يتعلموا من هذا العلامة) يكتب «صباحكم قوة:سفارة واشنطن بأفغانستان تناشد زعماء الأفغان التعاون «للحفاظ على الهدوء» بعد الفيلم المسيء! لماذا طالبان بالذات تستجديها أمريكا؟». هنا شياطين كبيرة، أكبر من المعتاد لذلك سأعطيكم أمثلة للمقالات: ما هي الأمة السعودية؟ ما هي ثوابت المجتمع؟ السعودية: الأنموذج التاريخي المتفرد، ما هي نظرية الأخلاق السعودية؟ الدليل إلى قراءة مقالاتي. هذه فقط أمثلة وفيما يتعلق بشياطين تفاصيل هذه الجملة فأنا أعتقد أنها أكبر من أن تحتاجوا لشخص مثلي ليوضحها لكم. فكروا، فقط أرجوكم أن تفكروا. ألم يكن هذا المقال أشبه بالسحر؟