س: الكلمات كلها، رديئها والجيّد منها: أجساد، والفتنة في الظِّلال، بالنسبة لي: كنتَ دائماً سيّد الكلمات التي يمكن لقارئ مثلي أن يتفيّأ ظِلالها، من أين يأتي ظِلال الكلمات، وكيف؟ ج: أولاً، شكراً على كلماتك عني. الجواب: أن الكلمات تأتي من الكلمات. الكتابة ليست هواية ولا ترفاً ولا إجازة. الذين هذا ما رأوا فيها، سقطوا باكراً أو سقطوا لاحقاً أو سقطوا أخيراً. هذا سوء فهم عليل لصناعة قائمة على التجدد. الرعب الذي يلازمني هو الخوف من أن تصاب مواسم الكلمات بالقِلّة. أنا أشكر مئات وربما آلاف الذين قرأت لهم. فقد تنقّلت في حقولهم ولاأزال، أبحث عن فكرة هنا أو معرفة أو متعة. وبكل أمانة وصدق وتواضع ومحبة، أنقل الحصاد اليومي، مع شيء من حصاد العمر، إلى قارئ أنتظره وينتظرني. ذلك هو العقد غير المكتوب، بين الكاتب وبين من يكتب لهم. دأب يومي، متعب غير مرهق، وفيه متعة كثيرة، وليس صحيحاً أنها مهنة شاقة، القائمون فيها اتهموها بالعِقّ. س: ما الذي يريده القارئ؟ إلى أي مدى يمكن لمثل هذا السؤال أن يصير فضاءً أو قيداً؟ ج: القارئ إنسان رحب. ربما أوّل ما يريده رضا النفس. فإذا وجد أن مواقفك الأخلاقية تتلاقى مع أعرافه، ارتاح إليك. يريد منك أن تُشعره، باستمرار، أنك مع بسطاء العالم، لا مع المستبدّين ولا مع الظّالمين في أي حقل من الحقول. لاحظ كم يلحق القرّاء بالكتّاب الساخرين، لكنهم لايقبلون كاتباً فجّاً أو رخيص التعابير. أحياناً كثيرة يدفعني الانفعال إلى استخدام تعبير شديد، لكنني أتراجع، خوف النكوص بالعقد غير المكتوب، بيني وبين رجل جليل في بغداد أو شاب في نواكشوط أو قارئ قديم في بيروت. «وللحوار تتمة «