سبورت - صامل العصيمي : ملك الريشة كما أطلق عليه محبوه الفنان المتميز عبدالعزيز العدوان حفر اسمه في قلوب محبيه من خلال رسوماته الساخرة ؛ نجم شق طريق النجومية وهو لا يزال شاباً يافعاً لم يتجاوز الخامسة عشر من عمرة وذلك في نهاية التسعينات الهجرية ؛ تنبأ بموهبته الشيخ حمد الجاسر (رحمه الله). ورغم هذا كان حلقة الوصل بينه وبين الجمهور هي رسوماته ، وأنطوى عن فلاشات الإعلاميين ، لكن (سبورت) استطاعت أن تخطف منه بعض الوقت لتجري معه أول حوار صحفي وتقدمه لمحبيه وعشاق رسوماته. س: حدثنا عن بداياتك ؟ بدأت الرسم كما بدأ الكثير من رسامي الرسم الساخر من خلال الكتب المدرسية والسبورة والصحف المدرسية وشاعت هذه الرسوم بين الزملاء مما دفعهم إلى تشجيعي لمراسلة الصحف وبدأت في مراسلة عدد من الصحف حتى أتيحت لي الفرصة . س: بدأت في صحيفة الجزيرة كرسام في القسم الرياضي وذلك في نهائة التسعينات الهجرية ثم إنتقلت إلى القسم السياسي هل تحدثنا عن تلك المرحلة ؟ ج: بدأت مع جريدة الجزيرة كقارئ يراسل الصحيفة وكانت في الغالب رسومات رياضية بإعتبارها هوايتي المفضلة ولاقت رسوماتي استحسان القائمين على الصحيفة وطلبوا مني العمل كرسام للصحيفة في ظل حاجة الصحيفة لرسام كاركتير في ظل إنشغال الأستاذ محمد الخنيفر وقلة مشاركاته وسفر إلى لندن ليتولى زمام أمور مكتب الصحيفة هناك فكانت الصحيفة بحاجة لرسام كاركتير في الصفحة الأخيرة فتغير توجهي إلى الرسم السياسي وكان لها صدى في الإعلام الغربي كما كان ينقل لي ذلك الأستاذ عثمان العمير . س: عاد محمد الخنيفر في بداية الثمانينات من خلال صحيفة الرياض واحتدمت المنافسة بينكما وبدخول طرف ثالث هو إبراهيم الوهيبي وكان المثير في تلك المنافسة ميولكم الرياضية فأنت والوهيبي نصراويين معروفين والخنيفر هلالي معروف هل كان للميول دور في احتدام تلك المنافسة ؟ ج : محمد الخنيفر استاذ كبير لي وهو ممن تتلمذت على يده بالإضافة للأستاذ علي الخرجي وهما من رواد الرسم في المملكة بغض النظر عن الميول وكان لهما دور كبير في بروز الرسم الكاركتيري ولا اعتقد أن هناك تنافس بمعنى تنافس وإنما كنا جميعاً نصور الواقع الرياضي في ذلك الوقت كلٌ حسب طريقته دون إن يكون هناك اصطدام بيننا وانا أعتبرها من أفضل المراحل . س: حدث بعد ذلك توقف لك عن الرسم ثم حدث هناك تحول في توجهك في موضوع الرسومات واتجهت للرسم السياسي وذلك خلال حرب الخليج هل فترة التوقف أعادت صياغتك كرسام ساخر من جديد ؟ ج : فترة التوقف كانت فرصة لإعادة الحسابات للعودة من وعدت لصحيفة الجزيرة أثناء حرب الخليج عام 90 م وكان الطاقم الإداري والكادر الصحفي تغير وواجهت خلال تلك الفترة بعض العقبات التي حالت دون إستمراري لفترة طويلة وشهدت تلك المرحلة بداية إنتشار الأستاذ إبراهيم الوهيبي بشكل كبير والرسم السياسي يختلف كثيراً عن الرسم الساخر الرياضي ففي المجال السياسي الرسم الصامت كافي بشكل كبير بدون تعليقات عكس الجانب الرياضي . س: واجهت في بداياتك في صحيفة الجزيرة عقبات في القسم الرياضي لتنافر الميول بينك وبين القائمين على القسم لكن تلك العقبات لم تؤثر على مسيرتك فهل ممكن أن تحدثنا عن تلك المرحلة بسلبياتها وايجابياتها ؟ ج : تلك المرحلة اعتبرها مرحلة طيش خاصة أنني كنت في سن الخامسة عشر من عمري فتأثرت بتبعات تلك المرحلة العمرية وكنت مندفع بشكل كبير وربما اكون اصطدمت في البداية مع البعض نتيجة لهذا الإندفاع لكن تغير توجهي وابتعدت عن ذلك التصادم واتجهت إلى التوسع في المجال الرياضي بشكل كبير وناقشت جميع القضايا والسلبيات والايجابيات ومن أجل صنع النجاح لابد أن تتوافق مع سياسة النشر في الصحيفة خاصةً أن وسايل النشر كانت غير متاحة كما هو حالياً في ظل وجود الإنترنت ومنتديات الإنترنت . س : عدت قبل أربع سنوات من خلال صحيفة شمس وصحيفة المرسم وكنا نراك في بعض الأحيان كاتب في صحيفة المرسم ماالفرق بين العدوان كرسام وكاتب ؟ ج : الكتابة هواية احببتها منذ الصغر كحبي للرسم الساخر لكن حبي للرسم الساخر طغى على موهبة الكتابة لدي وجعلني اتوجه بشكل كبير للرسم واترك الكتابة للأبد وبداية العودة كانت في شمس لكن عندما رأيت أن الصحيفة تملك فنان من طراز كبير في المجال الرياضي وهو عبدالقادر وكانت الصحيفة تريد مني الرسم في الصفحة الأخيرة في مجال آخر لا استهويه فرأيت الإنسحاب . س : ماذا حدث بعد ذلك ؟ ج : تم إنشاء صحيفة المرسم وكانت تجمع عدد كبير من الفنانين العرب وكنت ارى أن تدعم المواهب السعودية في هذا المجال من الجنسين في ظل إنتشارهم الواسع وكان هذا توجه ستنتهجه الصحيفة لكنها لم تستمر فذهبت بعد ذلك إلى صحيفة سبورت التي احتضنتني بشكل كبير وأنا سعيد بالعمل مع مجموعة العمل المتواجدة . س : كان في السابق يعتمد الفنان على قلم الرصاص وبعض الأدوات البسيطة والآن مع تطور التكنولوجيا هل ترى أن هناك مرحلة جديدة من الرسم الساخر ؟ ج: طريقة الرسم في السابق كانت تبدأ برسم الخطوط بقلم الرصاص ثم وضع الخطوط النهائية بالأحبار أو فرش دقيقة جداً حتى تعطى شكل جميل للرسم وهذا أمر تعلمناه من اساتذتنا علي الخرجي كما كانت لقاءات مع ابراهيم الوهيبي وكان يفيدني بالتجارب الآن تطور الأمر وتلاشت تلك الطريقة وهي طريقة جيدة تحرص الصحف عليها لدقتها في خروج الألوان بشكل جيد وهي مرحلة متطورة للرسم الساخر وهي اصبحت الطريقة المستخدمة لدى الجميع إلا ماندر . س : العدوان فنان جيد يجيد بلورة الفكرة لكنه لا يتسع في طرح جميع القضايا الرياضية بشكل كبير وكل ماترسمه هو دفاع عن نادي النصر فما الأسباب التي أدت ذلك ؟ ج : ان أرى أن هناك زملاء آخرون تفرغوا لهذا المجال هذا أمر الأمر الآخر أنا شخص محب للنصر فالحبيب لا يرى في محبوبه أمر يعيبه لذلك لا تراني أنتقد في رسوماتي أي عمل في الفريق النصراوي وانا على يقين أنّ النصر قادر على العودة في قادم الأيام بقيادة سمو الأمير فيصل بن تركي بن ناصر . كذلك الخوض في بعض الأمر قد يقودك للتعرض للمسآلة والاصطدام مع الآخرين وهذا مالا ابحث عنه . س : على ذكر المسآلة تعرضت لموقف في بداية الثمانينات من خلال رسمة سياسية أوعز لك عثمان العمير بفكرتها وحدث موقف طريف حدثنا عن هذا الموقف ؟ ج : في عام 1399ه طلب مني رئيس التحرير بالنيابة تصوير حدث سياسي في دولة ما لا اذكر هل هي غينيا الاستوائية او غينيا بيساو أحدهما كانت دولة صديقة للملكة وهو عبارة عن انقلاب عسكري أودى بمقتل الرئيس فطلب مني تصوير تلك المنطقة أنهم آكلوا لحوم بشر وصورت الرسمة بطريقة أن الرئيس يتم طهيه في قدر كبير وحوله آكلي لحوم البشر وبعد النشر اتضح اننا صورنا رئيس الدولة الصديقة ووصل خطاب استنكار من السفارة وتم حل المشكلة وبعدها قال لي عثمان العمير أنت من يصور الفكرة ويرسم كما تريد . كما حدث لي موقف من خلال رسم اجتماعي يصور قضية إجتماعية مهمة ولقد تحدث معي في هذا الشأن سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز يرحمه الله واعتذرت له لإنني اكتشفت خطأي في التصوير . س: لذلك أنت لا تطبق جميع الأفكار التي تصل إليك من الجماهير وكانك تحب التخصص في الرسم ومن هم أفضل المتخصصين في الرسم الرياضي ؟ ج : بكل تأكيد التخصص أمر مطلوب وشئ مهم وجميل والأمثلة على التخصص في مجال الرسم الرياضي بالتحديد هناك يزيد الحارثي في صحيفة الرياضي وهم فنان متمكن بشكل كبير وكذلك عبدالقادر رجب في صحيفة شمس كذلك رشيد السليم في في صحيفة الجزيرة رغم إختلافي معه في بعض الأفكار التي يطرحها والساحة مليئة بالعديد من المواهب التي لها مستقبل مشرق وكبير وعددهم يصل إلى أربعين فنان. س : لماذا أراك مبتعد عن الظهور الإعلامي في لقاءات وحوارات ؟ ج : رسوماتي هي من تمثلني وهي وسيلة الربط بيني وبين الجماهير وسعيد بتواصلهم واراءهم والظهور بشكل مكرر أمر غير محبذ ولا يخدم فنان الرسم الساخر فيكفي ظهوره بتعبيره عن أفكاره عن طريق رسوماته . س : ماسبب غياب العديد من فناني الرسم الساخي النصراويين بين فترة وفترة وأقرب مثال أنت او إبراهيم الوهيبي وهل لميول روساء التحرير هي السبب ؟ ج : في ظل غياب الدعم المعنوي وكذلك ضعف المردود المالي أمران غير مشجعان وهما سببان كبيران في غياب الكثير وإن كنا نبحث عن الدعم المعنوي بتواجد رسوماتنا لكن ضعف المردود المالي كان يشكل ضغط آخر لنا مما تسبب في غيابنا ولا شك في إن اختلاف ميولنا مع روساء التحرير له دور في ذلك ومن المفترض على روساء تحرير الصحف ترك الميول والبحث عن المادة الإعلامية التي تخدم التسويق لجميع الفئات . س : في ظل مطالبات الجماهير أن يتوسع العدوان في مجاله ويناقش جميع القضايا ؟ ج : النية موجودة لكن المتابعة اليومية لكل مايدور أمر متعب ومرهق مما يؤثر سلباً على ظهور الرسمة بشكل جيد لذلك لا أرى انني ساكون في مستوى جيد كما هو الحال مع التخصص . س : كلمة أخيرة ؟ ج : شكراً لروم الرمز هذا اللقاء وشاكر لصحيفة سبورت هذا النشر وأتمنى ان يكون هناك لقاءات أخرى بالمستقبل .