حظي اللقاء الذي أجرته بالأمس الخميس صحيفة (شمس) مع الداعية والمفكر الإسلامي الدكتور عوض بن محمد القرني يمتابعات مدهشة بانت معالمها من خلال المواقع والمنتديات التي احتفت بالعديد من الرؤى الجريئة وبخاصة ماخص به رحيل الدكتور غازي القصيبي وكيف تلقى الخبر ؟ وهنا تنضم (أزد) للمحتفين بالحوار ليعيش قارىء أزد ماجاء في ثناياه كما نشرته الزميلة شمس : د.عوض القرني,, § سأبدأ من خبر رحيل الدكتور غازي القصيبي، كيف تلقى د.عوض القرني هذا؟ ج- تذكرت ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أن الإنسان حين يرحل يتخلى عنه الأهل والمال والجاه ويصحب العمل الذي قدم 0 § عدد من رموز الوسط الديني كالدكتور سلمان العودة والدكتور عائض القرني أصبحوا أكثر انفتاحاً على فكر التيار الذي مثله د.القصيبي ، في معركة د.عوض القرني مع التيار الليبرالي هل كان القصيبي خصماً؟ ج- بلا شك أن القصيبي علم من الأعلام ملأ الدنيا وشغل الناس كان إداريا ناجحا ومسئولا نزيها وجادا في محاربة الفساد المالي والتسيب الإداري والمحسوبية نجح أحيانا وسحقته مراكز أقوى منه أحيانا. ولم تكن خصومة الإسلاميين معه شخصية ولا بخسا لحقه في الجانب الإداري وإنما كانت فكرية بسبب اختلاف مشروعه الفكري وخلفيته وقناعاته الفلسفية التي ينادي بها في كثير من جوانبها مع المشروع الاسلامي وهو ما امتلأت به أشعاره ورواياته ومؤلفاته. ومما ينبغي أن يذكر ويشكر للقصيبي موقفه الرائع في نصرة الشعب الفلسطيني وعدم بيعه ذمته للمشروع الصهيوني الأمريكي حين باعها الكثير من السياسيين والمثقفين. والقصيبي فكريا كان خليطا من القومية والعلمانية والجذور اليسارية يدعمها مواهب فائقة وثراء ثقافي تراثي وعصري واسع ومتجدد وكان لقاؤه مع الليبراليين الذين ظهروا على أنغام المارينز لقاء ظرفيا مؤقتا لا مبدئيا ولا دائما فهما متباعدان كثيرا. وعموما نحن نتحدث عن وقائع الحياة وما يجري فيها أما الآخرة فعلمها وأمرها عند من وسعت رحمته كل شيء. § يعتبر د.عوض من الدعاة الأكثر غوصاً في الموضوع الثقافي والفكري، هل تشعر أن الإسلاميين لم يشبعوا هذه الحقول المعرفية حضوراً؟ ج- من أهم جوانب القصور لدى الإسلاميين الجانب الإعلامي والجانب السياسي والجانب الاقتصادي وأبرز نجاحاتهم في الجانب الدعوي والجانب التربوي والجانب الخيري الاغاثي أما الجوانب الفكرية والثقافية والأدبية فهي بين ذلك. § كيف يمكن لنا صناعة مفكر إسلامي أو مفكر متدين ؟ ج-إذا تمكنا من إعداد إنسان ذا مواهب متميزة يجمع بين الإيمان العميق والسلوك المستقيم والأخلاق الراشدة والعلم الشرعي الراسخ والثقافة العصرية الواسعة وشارك في قضايا أمته ومجتمعه ومستجدات عصره برؤيته العلمية الإيمانية فسيكون لدينا مفكر إسلامي عصري. § رغم عطائك المعرفي الغزير لكن لا يجد المتابع للدكتور عوض أي زاوية صحفية ثابتة تكتب فيها باستمرار، هل لديك مشكلة مع الصحف؟ ج- أنا لا أعرض نفسي ولا أطرق الأبواب بل ومع الأسف أقصر في الاستجابة أحيانا كثيرة للدعوات الصادقة وعسى الله أن يغفر لي ولكم. § ما هي أهم الملاحظات والاستشكالات التي يسجلها د.عوض القرني على الصحافة السعودية؟ ج- أخطر مشكلات الصحافة لدينا الشللية المعبرة عن والمناطقية أو عن الحزبية الخفية فكرية كانت أو حركية أو المعبرة عن المصالح الفئوية المحدودة أو المعبرة عن خدمة وتسويق وتلميع شخص بعينه من خلال فريق الدعاية والإعلام الخاص به . والمشكلة الثانية وهي ناشئة عن الأولى هي الإقصاء والإبعاد وأحيانا التجني والتهجم لكل من لم يدخل بيت الطاعة الصحفية. والمشكلة الثالثة هي أن الغالب على البعد الفكري والثقافي في الصحافة هو التغريب بمختلف تشكلاته وبنسب مختلفة § من هو الكاتب الصحفي الذي يقرأ له د.عوض كثيراً ولماذا؟ § ما هي الصحيفة الأقرب إلى قلب د.عوض؟ ج- قرب الصحيفة إلى قلبي هو بمقدار تعبيرها عن هوية الأمة ودفاعها عن مصالحها وقضاياها والتزامها بمعايير المهنة والموضوعية. § كيف يقرأ د.عوض التغير الأخير في خط عبد الله الغذامي ، وهل يعتبره الآن أكثر قرباً من الإسلاميين؟ ج-الغذامي في جميع أطواره قريب من ذاته فقط لاعب سيرك يقفز على الحبال التي يعتقد أنها تبقيه حاضرا في المشهد الجماهيري والذي يظهر أنه سقط من على جميع الحبال فغاب عن المشهد بالكلية. § أين يفضل د.عوض القرني مشاهدة الأخبار في الجزيرة أم العربية؟ وهل أنت متفائل بالمحطة الإخبارية الجديدة التي يرأسها جمال خاشقجي؟ ج-أتابع الأخبار في العديد من الفضائيات ولا أحب حصر نفسي في مصدر واحد ومن أكثرها أهمية عندي قناة الجزيرة ومن المبكر الحديث عن القناة الموعودة التي يرأسها الخاشقجي. § في الأجواء الرمضانية، من هو القارئ الأقرب إلى قلب د.عوض القرني والذي يحرص على سماعه والصلاة معه؟ ج-القراء الذين يؤثرون كثر والحمد لله ومنهم بالنسبة لي أصحاب الفضيلة السديس ومحمد أيوب وسعد الغامدي. § ما هو الطبق الرمضاني المفضل عند د.عوض على الإفطار؟ ج-أفضل عند الإفطار الرطب والتمر والفواكه § هل يتذكر د.عوض ذكريات أول يوم صيام؟؟ وماذا يروي لنا من ذكريات ذلك اليوم؟ ج-كان قبل دخولي المدرسة وكان في مجتمع ريفي بسيط لا مستوردات في الطعام ولا تلفزيون ولا سهر في الليل ولا نوم في النهار § كيف يقرأ د.عوض كمفكر إسلامي القرار الملكي الأخير بشأن الفتوى وحصرها في المؤسسة الدينية الرسمية؟ ج-يجب أن يفهم هذا القرار في ضوء المعلوم من أحكام الشريعة الذي هي دستور هذه البلاد الطاهرة وفي ضوء ما علم من حال خادم الحرمين وحرصه على جناب الشريعة وحرمة الدين والدفاع عنه بعيدا عن محاولات التوظيف والتجاذب وأن يترك بيان ذلك للجهة التي وجه لها الخطاب وهو سماحة المفتي وهيئة كبار العلماء. § هل كانت المؤسسة الدينية في السعودية بحاجة إلى تدخل سياسي يعيد لها هيبة الإمساك بزمام الفتوى، الم تكن قادرة على ضبط أمر الفتوى بدون قرار حكومي؟ ج-أترك الإجابة على هذا للمفتي و للهيئة. § ماراثون إعلامي ضخم انطلق مع بداية الشهر الكريم، في ظل هذا التسابق الفضائي المحموم بماذا يوجه د.عوض الفرد المسلم؟ ج-أما الفضائيات الإسلامية فأوصي بالاستفادة من برامجها المتميزة على ألا تشغله عن فرصة استغلال رمضان فيما شرع له من العبادة والقيام بوظائفه في التقرب إلى الله. أما الفضائيات الأخرى فأكثر برامجها بلاء وغثاء في غير رمضان ففي رمضان من باب أولى لما فيها من مخالفات وانحرافات. § ربما تبقى السيادة على الشاشة للدراما و الأعمال الفنية، ما هي أهم الملاحظات التي يسجلها د.عوض على الدراما العربية في رمضان وخاصة السعودية؟ ج-أترك الحديث عن ذلك لمن هو أكثر متابعة مني. § لو طلب منك توجيه كلمة للقائمين على (طاش) مثلاً، ماذا تقول لهم في رسالة مباشرة وصريحة؟ ج-أقول تستطيعون أن تقدموا عملا يرضى الله عنه ويرضى عنه بعض الناس أفضل من أن تقدموا عملا يغضب الله عليكم ويغضب عليكم كثيرا من الناس. § هل انتهت قضيتك مع النظام في مصر أم أنها لا تزال قائمة؟ ج- يسأل عن ذلك الحكومة الإسرائيلية. § في مكتبة الدكتور عوض القرني، ما هو الكتاب الأكثر حضوراً؟ ج- أرجو أن يكون الأكثر حضورا كتاب الله ثم الكتاب الجديد المفيد الجاد. § كيف بدأ الدكتور عوض قصته مع القراءة؟ ج- عشقت القراءة منذ عرفت الحرف ومازلت وأرجو أن يدوم ذلك. § ظهرت أكثر من مرة مع الإعلامي عبد العزيز قاسم في (البيان لتالي) ما هو تقييمك لمنهج البرنامج ولأسلوب عبد العزيز قاسم؟ ج- تبوء البيان التالي مكانا متميزا بين البرامج العربية الحوارية التفاعلية على الرغم من قصر عمره وخصوصية البيئة الاجتماعية والفكرية التي يتحرك فيها وقلة الإمكانات المتاحة له. أما الإعلامي الدكتور عبد العزيز قاسم فقد عرفته من أول خطواته في ميدان الإعلام مع العلم الدكتور عبد القادر طاش رحمه الله فعرفت فيه الأصالة والطموح والإبداع والتطور مما يؤهله للريادة الإعلامية على أنه أحيانا يحني رأسه للقوى التي لا تستسيغ غير الثناء والمدح. § ما هي الفكرة أو المشروع الذي يشغل بال د.عوض ولم يتحقق إلى اليوم؟ ج- وحدة الأمة على منهج الله وتحرير فلسطين وأن يحط المؤمن رحاله في الجنة. § كلمة أخيرة د.عوض؟ ج- أشكركم على إتاحة الفرصة لي للتواصل مع الناس وأرجو أن يجدوا فيما قلنا متعة وفائدة وأدعو الله أن يغفر لنا جميعا ما كان منا من خطاء وزلل.