أكدت اختصاصية النطق والتخاطب هيفاء بن زرعة، أن 80 % من المصابين بالتأتأة عند الأطفال يتم شفاؤهم من غير تدخل علاجي، مضيفة أن التدخل العلاجي يكون في بعض المراحل (الابتدائية والمتوسطة)، وهي لها تأثير كبير على زيادة الطلاقة اللفظية والتخلص من السلوكيات الثانوية. جاء ذلك في ختام اليوم التثقيفي لصعوبات النطق واللغة الذي أقامه قسم أمراض النطق واللغة وصعوبات البلع في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، على مدى يومين في العثيم مول. وأشارت إلى أن التدخل العلاجي يُنصح به خلال الثلاثة إلى الستة أشهر الأولى من ظهور التأتأة، وخصوصاً بالنسبة للعوائل التي يوجد لديها تاريخ طبي بوجود مشاكل نطقية أو تأتأة. وأفادت أن التأتأة عادة ما تحدث من عمر سنتين إلى خمس سنوات، مبينة أن هناك ثلاث مراحل للتأتأة: المرحلة الأولى وتسمى التأتأة البسيطة وتشمل الأعمار من سنتين إلى ثمانية، وتتميز بترديد جزء من كلمة مثل (مل…. ملعب) أو كلمة، والمرحلة الثانية وتسمى التأتأة المتوسطة وتشمل الأعمار من ستة إلى 13 سنة، والمرحلة الثالثة وتشمل التأتأة المتقدمة، وتشمل الأعمار من 13 سنة فما فوق، مفيدة أن أكثر الاستشارات لزوار المعرض تتمحور حول أسباب تأخر النطق عند الأطفال. ونصحت للتعامل مع الطفل الذي يعاني من التأتأة بالتقليل من الخوف والقلق والإحباط لديه، وتدريبه على تمارين النفس والاستماع إليه بهدوء وجعله يشعر بأن لديه ما يكفي من الوقت ليقول ما يريد مع تجنب إنهاء الجمل له، وأن التحدث ببطء واسترخاء مع الطفل يساعد على تقليل الضغوط التي يواجهها الطفل، مع بناء الثقة بالنفس لديه. من جانبها قالت طبيبة الأنف والأذن والحنجرة الدكتورة أمل الصناع، إن زائري اليوم التثقيفي تجاوز عددهم ألف زائر خلال اليومين الماضيين، وتم فحص الأذنين واللوّزتين لأكثر من مائتي شخص، مُذكرة أن أكثر المفحوصين تبين وجود ماء وراء طبلة الأذن والتهابات بالأذن الوسطى، وهو المرض الأكثر شيوعاً لدى الأطفال وخصوصاً حديثي الولادة، إذ يصاب 75% من الأطفال بالتهاب الأذن الوسطى مرة واحدة على الأقل بعد ولادتهم بثلاثة أيام، وما يقرب النصف من هؤلاء الأطفال تتكرر لديهم التهابات الأذن ثلاث مرات أو أكثر خلال السنوات الأولى من أعمارهم. وأوضحت أن هناك أعراضا يمكن أن تساعد الوالدين على اكتشاف التهاب الأذن الوسطى لدى الطفل في وقت مبكر في البيت، من بينها رفع صوت التلفاز أعلى من المعتاد وعدم الانتباه وإساءة فهم الأوامر والتعليمات وسرعة الانفعال وسحب الأذنين، أما بالنسبة للأطفال الرضّع فيتم الكشف عنه من خلال الفحص الطبي الروتيني، ونصحت في حال اكتشاف إحدى تلك الأعراض استشارة اختصاصي اللغة والتخاطب، لتقييم قدرات الطفل اللغوية وتوفير البرنامج التدريبي المناسب.