قالت العرب: من جرَّب المجرَّب فعقله مخرَّب، ما الذي يجهله مجلس الأمن أو الجامعة العربية في المسألة السورية حتى يقوموا بإرسال مبعوث آخر إلى نظام بشار، لقد حققت مهمة المبعوث السابق «كوفي أنان» أكثر من ثلاثين ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى والمفقودين وملايين النازحين واللاجئين!! كما صاحب مهمة «كوفي أنان» استخدام الطائرات والأسلحة الثقيلة وتدمير المدن وكان ذلك محاولة واضحة ومكشوفة لجعل مهمة «كوفي أنان» غطاءً سياسيا ودوليا لارتكاب تلك الجرائم والمذابح التي ستظل ماثلة في الوجدان السوري عقوداً طويلة والسؤال الخطير الآن هو مانوع الجرائم التي سترتكب بحق الشعب السوري والتي قد تكون مهمة الأخضر الإبراهيمي غطاءً سياسيا لها شعر بذلك الإبراهيمي أو لم يشعر؟، هل هي استخدام أسلحة غير تقليدية وهل تحذيرات الرئيس الأمريكي ووزير الخارجية الفرنسي للنظام السوري من استخدام هذا النوع من السلاح متزامنة مع بدء مهمة الأخضر الإبراهيمي هي استباق لشروع النظام السوري وحلفائه ومنعهم من السير في هذا الاتجاه وقطع الطريق أمام أي محاولة ابتزاز أخرى على غرار ماجرى أثناء مهمة المبعوث السابق؟!مما لاشك فيه أن «كوفي أنان» أصبح في موقف لايحسد عليه بعد الخديعة التي أوقعته فيها روسيا وأتباعها، فهل سيتكرر الشيء ذاته مع الأخضرالإبراهيمي؟ يبدو أن كل الدلائل تشيرإلى ذلك، كان المفترض أن يشعر مجلس الأمن وخصوصا روسيا بالخجل والخزي مما ارتكبوه في حق هذا الشعب الذي ينشد حريته وكرامته ، لكن النظام الروسي الذي خرج من تحت أنقاض الاتحاد السوفييتي القديم ومعه مجلس الأمن يبدو أنهما أكثر إصرارا في إفهام الشعب السوري الثائرأنهم هدف لحرب كونية تقودها القوى الإلحادية الباطنية إقليميا والقوى الصهيونية وقوى صليبية عالميا، وهذا ماكشف عنه وزير الخارجية الروسي (لافروف)عندما قال: إن البديل لنظام الأسد هو النظام السُّنِّي لقد كان في مستطاع مجلس الأمن، بل كان واجبا عليه ملزما له من خلال نظمه وتشريعاته أن يحمي الشعب السوري من المجازر التي ترتكب في حقه كل يوم ،غير أنه مارس أبشع صور الإرهاب السياسي ضد الثورة السورية ، وأصبح واضحا أن قانون مجلس الأمن والدول الكبرى هو قانون الغاب. في ظل هذه الظروف ستصبح الثورة السورية معركة مصير ويجب على كل عربي مسلم وكل إنسان حر في هذا العالم أن يكون جزءاً من هذه المعركة حتى تدور الدوائر على الظالمين والمعتدين. وبالتأكيد لن يكون مجلس الأمن بأعضائه الدائمين إلى جانب الحق والعدل في هذه المسألة، وعلى الثوار في سوريا أن يتفهموا هذا جيدا وأن يدفعوا بالثورة في الاتجاه الصحيح والمكان الصحيح فلن يكون فساد في الأرض وقتل وتدمير أكثر مماهو حاصل الآن، ومنطق عصابات الأسد يقول: إنها لن تستجيب لمطالب الشعب السوري إلا بالقوة هنا وهنا فقط تتضح الأمور وتتجه إلى الحسم بعيدا عن وعود الشيطان وأمانيه الكاذبة. لقد كشفت الثورة السورية عن الأزمة الأخلاقية والانحطاط الذي تعيشه النظم السياسية الدولية في عالمنا اليوم، ففي تضاعيف التعاطي الدولي مع القضية السورية مايبرهن على ذلك يقينا وهذا الأمر يجب أن يكون سببا جديا للعالم الإسلامي في مراجعة حساباته وعلاقاته مع المنظمة الدولية ومجلس الأمن الدولي فقد عانى المسلمون كثيرا من الظلم الصادر عن هذه المنظمة وعميانها الكبار والصغار على حد سواء!