يسعى مهرجان “عين بغداد” السينمائي الأول الذي انطلقت فعالياته السبت في العاصمة بغداد، إلى تكريس مفهوم احترام حقوق الإنسان وحرية التعبير، وتسليط الضوء على المشاكل التي يعيشها الفرد العراقي. وتأتي النسخة الأولى من هذا المهرجان الذي يشارك فيه مخرجون أجانب، بالتزامن مع ذكرى مرور عام على انطلاق موجة التظاهرات التي شهدتها البلاد في الخامس والعشرين من فبراير من عام 2011، والتي راح ضحيتها 16 شخصاً. وافتتح المهرجان في قاعة المركز الثقافي النفطي في قلب العاصمة برعاية الجمعية العراقية لدعم الثقافة، وبالتعاون مع كلية السينما والتلفزيون المستقلة التي تعنى بتدريب مخرجين سينمائيين عراقين شباب لم يجدوا فرصاً لتطوير إمكانياتهم. ويقول مدير المهرجان قاسم عبد لوكالة فرانس برس إن “المهرجان يعد من أهم المناسبات السينمائية في العالم التي تتصل بقضايا حقوق الإنسان”. ويضيف “يشتمل العرض على أفلام وثائقية قصيرة وأفلام روائية طويلة تسلط الضوء على القيم الإنسانية، وتكشف الانتهاكات الخطيرة التي ترتكب بحق الإنسان في دول العالم”. ويرى عبد أن “مهرجان عين بغداد” الأول يأتي “كمحاولة للإفادة من الفن السينمائي في التوعية بأهمية حقوق الإنسان، ونشر ثقافته، وفي إشاعة روح التسامح، فالعراقيون يواجهون مشاكل وصراعات وخروقات”. ويسعى القائمون على هذا المهرجان إلى التذكير بوثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي صدرت العام 1948، وتعتبر أهم ما كتب في تاريخ البشرية في تحديد المعايير الأساسية لعلاقات الناس مع بعضهم في العدالة والمساواة وعدم التمييز. ويعرض خلال أيام المهرجان الأربعة 11 فيلماً سينمائياً، بينها أفلام وثائقية قصيرة وأفلام طويلة. ويشير عبد إلى أن “المهرجان يقام عشية الذكرى الأولى للتظاهرات المطالبة بالحرية والخدمات التي انطلقت في بغداد ومدن عراقية أخرى في 25 فبراير عام 2011، والتي قمعت بطريقة غير إنسانية، وهذا انتهاك صارخ لحقوق الإنسان”. ويتابع “غرضنا أن نسلط الضوء على المشاكل التي يعيشها الفرد العراقي، وإيجاد حلول منطقية لها، وإقامة المهرجان في العراق أمر ضروري، لأن الدول التي تمر بحالة انتقالية من نظام إلى آخر تحصل فيها انتهاكات لحقوق الإنسان”. وافتتح المهرجان بفيلمين، حمل الأول عنوان “ام ساري” للمخرج الأميركي جيمي لونكلي ومدته 21 دقيقة، ويتناول قصة امرأة عراقية تعيش في أقصى أرياف مدينة الديوانية جنوب البلاد، وتحاول إنقاذ طفلها من مرض خطير. وحاز هذا الفيلم الجائزة الأولى لمهرجان أمستردام السينمائي العام 2007. والفيلم الثاني بعنوان “قصص حقوق الإنسان” مدة عرضه 80 دقيقة، وشارك في إخراجه مجموعة من المخرجين العالميين، ويصب في معالجة انتهاك حقوق حرية المرأة والعنصرية. ويرى الناقد السينمائي علاء المفرجي أن “إقامة هذا المهرجان تعد إسهاماً متميزة في إشاعة وعي وذوق سينمائيين في بلد ما زالت صناعة السينما فيه تعاني الركود”. ويضيف المفرجي أن “انطلاق مهرجان يمثل هذه الصفة، أعني بها حقوق الإنسان مع ما يعرض فيه من أفلام تخص هذا الموضوع، يمثل حاجة مهمة، خاصة لمنع الخروقات المستمرة التي يعاني منها الإنسان العراقي”. وقررت إدارة المهرجان أن تستكمل العروض في أيامه المتبقية في قاعة جامعة بغداد لإتاحة الفرصة أمام الشباب لمتابعته. أ ف ب | بغداد