لم أتفاجأ عندما قرأت بصدر صحيفة الشرق تصريحاً على لسان مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مطالبا وزارة العمل بأن تضاعف «حافز» الإعانة للعاطلين إذا لم تستطع أن توفر لهم فرص العمل، وأنه في حال أصرت على إلزامهم ببرنامج تدريبي لمدة أربعة أشهر أن تلتزم بتوفير السكن والموصلات، وهذه لفتة كريمة تحسب لسماحته لا سيما وهو عالم دين يجب أخذ توصياته بعين الاعتبار.وتصريح سماحته لم يأت من فراغ، فلا يكاد المستفيدون من برنامج حافز لدعم العاطلين مع تحفظي على كلمة عاطل وأحبذ عوضًا عنها أن يكون المسمى «دعم الباحثين عن عمل» من إتمام أحد الشروط إلا وتطالعهم وزارة العمل بشرط آخر، وآخرها ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول اشتراطها التحاق المستفيد ببرنامج تدريبي لمدة أربعة أشهر وبالتالي استحقاق مبلغ الإعانة (ألفي ريال). والآن وبعد تتابع شروط هذا البرنامج بشكل لافت يتبادر إلى الذهن أسئلة كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر: الذي استطاع الالتحاق بذلك البرنامج التدريبي طيلة أربعة أشهر معتمدًا على نفسه هل يحتاج لهذه الإعانة؟ أليست تلك الإعانة في الأصل لم توضع إلا من أجل أن يستطيع الباحثون عن العمل الالتحاق بمثل هذه البرامج التدريبية؟، ولماذا لم تعلن هذه الشروط مسبقا؟، وهل ما زال في جعبة وزارة العمل شروط أخرى سيتم تقسيطها على طالبي الإعانة بين الحين والآخر؟ فهذا التخبط الذي يكتنفه الغموض حول برنامج حافز لا يمكن التنبؤ بما قد يُصدره القائمون عليه من اشتراطات قد تكون في مجملها اجتهادات شخصية، وليس ثمة غرابة عندما يُختزل هذا البرنامج برمته لنفاجأ بخروج من يقول كل من استطاع الحصول على عمل يستحق مكافأة قدرها ألفا ريال كشرط جديد لأنه ببساطة لم ينتظر اكتمال شروط البرنامج واعتمد على نفسه!