عدد حفظة القرآن الكريم في المملكة لا يتناسب مع عدد مدارس وحلقات التحفيظ التي يبلغ عددها الآلاف، مما يتطلب من الجميع خاصة المعنيين إلى إجراء مراجعة مستمرة وتطوير شامل يجعلها تحقق الهدف الذي أنشئت من أجله. المنهج الحالي لمدارس التحفيظ صعب جداً وبحاجة إلى تطوير وتعديل حيث يفرض على الطالب حفظ القرآن مع نهاية المرحلة المتوسطة، وبدلاً من ذلك يقترح تعديله ليتم حفظه مع نهاية المرحلة الثانوية، مما يتسبب في تخفيف الضغط على الطالب ويتيح له الاهتمام بالمواد الأخرى، ويكون حافزاً له في الاستمرار في ثانوية التحفيظ. منع حذف أي جزء من المنهج المعتمد من الوزارة بحجة أولوية منهج القرآن. وقد أثبتت التجربة أن هذا الحذف (الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية) يتسبب في تدني مستوى التحصيل الدراسي للطالب والتأثير على مستقبله الجامعي والوظيفي. ثم إن الاهتمام بالمواد العلمية يساعد من يحفظ القرآن مستقبلاً في فهم الكثير من الآيات ذات الدلالة العلمية. التنسيق بين مدارس التحفيظ وحلقات المساجد لمتابعة المتميزين من الطلاب وربطهم بالمتميزين من القراء بهدف تهيئة جو اجتماعي للقراء والحفظة يتم فيه تبادل الخبرات. التنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية من أجل استقطاب الحفظة في مساجدها خاصة في صلاة التراويح والقيام في رمضان في ظل الحاجة الملحة للكثير من المساجد (أخبرني شخص في إحدى القرى أنهم أحضروا شخصاً مقابل عشرين ألف ريال ليؤمهم في الترويح والقيام في رمضان هذا العام). كذلك العمل مع الوزارة لجعل حفظ القرآن معياراً أساسيا عند تعيين خطباء وأئمة المساجد. والواقع يشهد أن بعض الأئمة لا يجيد قراءة القرآن من المصحف ناهيك عن حفظه، والكثير منهم يكرر سور وآيات معينة طوال العام مع أنه من المفترض فيه الاجتهاد في الحفظ ليُسِمع المصلين أكبر قدر من السور والآيات. أخيراً، أشير إلى أهمية العناية بتفهيم القرآن في المدارس والحلقات بشكل إجمالي حتى يستطيع الحافظ فهم القرآن وتعليم تدبره للناس الذي يعتبر الهدف الأساسي من تنزيله ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ).