الداخل إلى الحرم النبوي الشريف يلفت نظره تحلق زواره من مختلف الجنسيات يتدارسون القرآن، حيث يشكلون حلقات تحفيظ وتجويد، يقرأون كتاب الله ويتدبرون آياته، حيث يتنافسون فيما بينهم في سرعة الحفظ. وفي كل مكان من المسجد النبوي الشريف تشاهد مجموعات مختلفة من المعتمرين والزوار يقرأون كتاب الله ويراجعون آياته مع بعضهم البعض، حيث تبدأ تلك الحلقات بعد عصر كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك، وقد باتت معروفة للكثير من المعتمرين والزوار، ويشاركهم فيها عدد من حفظة كتاب الله المتواجدين في المسجد النبوي بصفة دائمة، حيث يتم في هذه الحلقات تدريب الزوار على القراءة الصحيحة، وذلك من خلال دروس في أحكام تجويد القرآن الكريم. ورصدت جولة ل«عكاظ» وسط حلقات تحفيظ القرآن الكريم، تميزها بتنوع جنسيات المشاركين فيها، فمنهم زوار من المغرب العربي ومن مصر وآخرين من دول آسيا المختلفة، حيث تستمر حلقات التحفيظ من بعد صلاة العصر إلى قبيل وقت الإفطار، كما يحرص الكثير من العلماء والمشايخ في المسجد النبوي الشريف على زيارة هذه الحلقات وتقديم العديد من التوجيهات التي تساعد في حفظ القرآن الكريم، ورصدت «عكاظ» تنافس الزوار والمعتمرين من خلال تواجدهم في حلقات تحفيظ القرآن الكريم فيما بينهم في أكثرهم حفظا للآيات في اليوم الواحد. ويقول الحاج محمد المغربي إنه حضر إلى زيارة المدينةالمنورة، مع أسرته، وأنهم قرروا أن يمكثوا فيها نحو 10 أيام، وأنهم حرصوا على استغلال كل أوقاتهم في حضور الدروس التي تنظم يوميا في المسجد النبوي، وأضاف: خلال تواجدنا في المسجد النبوي الشريف التقينا بالكثير من الزوار من مختلف الجنسيات وتعرفنا عليهم، وقد قادنا ذلك لفكرة إنشاء حلقات لتحفيظ القرآن الكريم، حيث استعنا بعدد من الحفظة المتواجدين بصفة دائمة في المسجد النبوي الشريف لنتعلم منهم أحكام التجويد، وتصحيح القراءة. فيما أكد سيد عبدالرحمن من مصر أن هذه الحلقات تعود عليهم بالنفع الكبير، حيث يتعلمون الكثير من حفظة كتاب الله المتواجدين في المسجد النبوي الشريف، وذلك من خلال دروس مكثفة في أحكام التجويد وطرق القراءة الصحيحة، وأضاف: تعرفنا على عدد كبير من الزوار والمعتمرين في تلك الحلقات وأصبحنا حريصين على حضورهم، حيث نعمل على الاتصال عليهم بالجوالات ليحضروها إذا ما تأخر منهم أحد، وذلك من خلال تخصيص أكثر من ساعة يوميا لحفظ عدد من الآيات على أيدي حفظة كتاب الله في المدينةالمنورة. وذكر بأن هذه الحلقات باتت تشهد اليوم تنافسا كبيرا بين الدارسين في من يتفوق بكثرة الحفظ للآيات في أقل وقت ممكن. يذكر أن وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي ترعى حلقات تحفيظ القرآن الكريم وتعليمه للحفاظ والقراء، حيث هيأت لها وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي المدرسين وخصصت لها مواقع مناسبة في المسجد، كما وفرت لها فريق عمل لتنظيمها والإشراف عليها ومتابعة طلابها من حيث الحفظ والتمسك بالآداب والأخلاق الإسلامية واتباع آداب المسجد النبوي، تحت إشراف إدارة التوجيه والإرشاد - قسم التدريس.