سنترالات الجهات الحكومية هي واجهات محطمة ورديئة لا تتفق وما وصلنا إليه من تطور، ومع الأسف تجد الرد الآلي هو الصوت المخلص الذي لا يكل ولا يمل من ترديد أرقام التحويلات وتسمية الأقسام، ثم عندما تضغط إحدى الخيارات تجد الجهة المحول عليها: إما جرس يئن حتى يسكت بدون إجابة، أو صفارة فاكس، أو نغمة مشغول، ونغمة مشغول هذه تحتمل عدة احتمالات: إما أن هناك منهم مثلك يحاولون الوصول للموظف (الكنز)، أو أن الموظف وضع نفسه في حالة الإرسال دون الاستقبال. وللمساعدة اضغط صفر، خيار متاح، وعادة ما يكون موظف السنترال الذي يجيبك هو الأقل تعليماً والأقل ترقياً أو على أسفل ترتيب في بند الأجور، أو من المغضوب عليهم في المؤسسة، وفي أحسن الأحوال فليس لديه من خيار سوى التحويل إلى توصيلات كالتي تحدثت عنها سابقاً، ولا يمكن أن يعتني بطلبك أو يوصل استفسارك إلى الجهة التي تريد، أو أن يتصل عليك فيما بعد ليقدم لك المعلومة أو الدعم، باختصار هو يقوم بدور الرد الآلي ولكن في صورة إنسان. بصراحة إن سنترالات المصالح الحكومية هي من أسوأ ما يعاني منه المواطن أو المستفيد من الخدمات، وتحتاج إلى متابعة وتقييم مستمرين من الجهات الرقابية، ويختار لها مآمير مدربون ومؤهلون وقادرون على خدمة ومتابعة طلبات المتصلين، ويفرض عليها معايير جودة كتلك التي تفرضها الشركات على سنترالاتها من تسجيل للمكالمات للتأكد من جودة الخدمة، أما أن تبقى هذه السنترالات بوضعها المزري الحالي فهو نوع من التنكيل والازدراء بأولئك الذين تمنعهم ظروفهم إما لبُعد المكان أو لعجز صحي أو كبر سن من الحضور، خاصة في ظل تأخر مشروعات الحكومة الإلكترونية التي تداعب خيالاتنا منذ عشر سنوات ولم يتحقق منها سوى تسهيل دفع الغرامات والمستحقات الحكومية على الأفراد!