أكاد أجزم بأنه لا يوجد مواطن راض عن أداء بنوكنا ولا طريقة تعاملها مع مراجعيها إذ لا توجد بنوك على وجه الأرض تتعامل بفوقية بنوكنا. فقد أصبحت خدماتها تتميز بالزحام الشديد ربما تأثرا بزحمة شوارعنا وقد يكون الزحام مقبولا لو كانت الخدمات متكاملة وعندها تصبح المسألة مقبولة لحد ما، لكن أن تذهب للبنك وتجد أن ديكوره الداخلي يخصص أكثر من خمسة شبابيك للمراجعين في حين لا يعمل سوى موظف واحد يقبع وبعبوس خلف الشباك ويسيّر عمله ببطء شديد في حين يتجمع بقية الموظفين خلف الشبابيك يتبادلون الحديث أو يتحدثون على الجوال فهو أمر غير مقبول خصوصا من منشأة خدمية تتجاوز أرباحها المليارات!. بعض هذه البنوك مع الأسف الشديد لا يهتم بمسألة الوقت إلا فيما يتعلق بمستحقات على عملائه وأجزم أن الوقت الذي يمضيه مراجع البنوك يتجاوز الأربعين دقيقة إن لم تزد. وبعضها يتعامل مع مراجعيه بفوقية شديدة إذ شاهدت مرة كيف أن أحد المسنين (يتسّول) الموظف مساعدته في تسديد فاتورة تلفونه لجهله بطريقة التسديد الآلية ورفض البنك الطريقة القديمة التي لا تكلف العميل سوى التوقيع خلف الفاتورة لتسدد من حسابه. والأسوأ تحريم التسهيلات البنكية من أي نوع للمتقاعدين إذ لا يحق للمتقاعد الذي تجاوز سنا معينا الحصول على أي تسهيل كان وهو الأمر الذي لا أفهمه لأن المتقاعدين وكبار السن يتمتعون بتسهيلات لا حصر لها في الدول الغربية والعربية بما فيها العمولات التي يعفون منها في معظم الحالات. باختصار مسألة بنوكنا وتعاملاتها تحتاج لإعادة نظر من قبل الجهة المسؤولة وأعني مؤسسة النقد دون أن تتعاطف مع البنوك كما هو الحال الآن.