بنوكُنا أصبحت مضرباً للمثل في الأخْذِ من مجتمعنا دون أن تُعطيه، وفيها غرائب لا تحصل إلاّ فيها، وتُعتبر ماركة مُسجّلة لها حصرياً، وهاكم بعضها: فقط في بنوكنا: إنْ أرَدْتَ سَحْب مبلغ أكبر من 5000 ريال من حسابك ولا يوجد لديك دفتر شيكات، فعليك أولاً أخْذ قسيمة سَحْب من موظّف البنك الذي يحتفظ بها في دُرْجٍ مُغْلقٍ لقلّة نُسخِها، أمّا قسائم الإيداع بكافّة أنواعه فكثيرة ومُوزّعة بالهَبَل على كاونترات البنوك، فلماذا؟! طبعاً لأنها ترى أنّ الإيداع فيها: (زين)، والسحْب منها: (شين)، وسلّموا لي على مواثيق البنوك!. وفقط في بنوكنا: ترى موظّفاً واحداً يخدم (تِسْعَطَعْشَرْ) مُراجِعاً عادياً، بينما ترى (تِسْعَطَعْشَرْ) موظّفاً يخدم مُراجِعاً واحداً ثرياً ومُهِمّاً!. وفقط في بنوكنا: وعند دخولك لدوْر مبناها الأرضي، يستقبلك أوّل من يستقبلك: موظّفو البطاقات الإئتمانية والقروض الشخصية، بابتسامة مُغْرية تُشبه ابتسامة هيفاء وهبي، ليُغْدِقوا عليكَ البطاقات والقروض فوراً، ممّا تستغرق عمرك كلّه في تسديد مستحقّاتها الأصلية + الفوائد المركّبة، فإن قُلْتَ لهم أنك لا تريد ذلك بل تريد إنجاز عملية صرف شيك، أرشدوك لسُلّم الدور العلوي مع (تِسْعَطَعْشَرْ) مُراجِع عادي، لِتُلْطَع ساعتيْن في انتظار دورك عند موظّفٍ واحد!. وأخيراً وليس آخراً: وفقط في بنوكنا: تُضرب تعليمات الجهة الرسمية المشرفة عليها بعرض الحائط، إذ في الموقع الإلكتروني لمؤسّسة النقد، وفي قسم التعليمات هناك نصّ صريح يقول أنّ على البنوك أن تعلم أنها ليست مؤسّسات ربحية فقط بل لها أهداف اجتماعية، وأن تخلق شعوراً بالارتياح نحوها، بتقديم خدمات فعّالة ومعقولة التكاليف، ومعاونة محدودي الإمكانيات، والمساهمة في بناء البلاد!. تصحيح: هذا ضرْبٌ للتعليمات بعرض الحائط.. وطُوله وسُمْكِه أيضاً!.