تنتفض جمعيات حقوق الجحوش في الأردن هذه الأيام وتطالب بمنح «الحمير» حقوق الرعاية وحمايتها من الإبادة ومن ظلم البشر. وفي أمّ الدنيا كانت برجيت باردو قد أرسلت سابقاً برقية إلى الرئيس المخلوع مطالبة بوضع حد للانتهاكات التي يعانيها الجحوش في مصر. وهي -أي المناضلة برجيت- تقوم بعمل مشرف وتكتب وتراسل مدافعة عن حقوق الحمير حول العالم. وبمناسبة الانتفاضة الأردنية أذكر أنني قرأت كلاماً رائعاً عن «أبو صابر» للكاتب المصري أكرم القصاص، أكتبه هنا بتصرف: «يجب أن تشعر الحمير بالفخر لأنها حمير. فالحمير لا تعرف الاستراتيجية والتكتيك، ولا التوك شو، ولا تعرف الاحتكار والمؤامرات، ولم نسمع عن حمير ترفض التوافق مع باقي الحمير، ولا حمير تكفر وتخون بعضها، وأعتقد أن هذا بالضبط هو الذي حرك الإخوة البلغاريين لترشيح حمار مدلل يدعى ماركو لرئاسة بلدية فارنا في الانتخابات ويقول الأخ الفاضل «ملاك ديانو» أن تلك الفكرة جاءت انطلاقاً من عدم صلاحية رئيس الحزب الحالي (اليوردانوف) لعمله حيث إنه لا يفعل أي شيء جديد للبلدة، مؤكداً أن الحمار لديه شخصية قوية ولا يسرق ولا يكذب ويقوم بعمله على أكمل وجه. كما أنه ما من شك في أن غازي القصيبي كان بليغاً حين وصف عاشقاً يقول لمحبوبته: «أحبك حتى يملّ الحمار نهيقه، وحتى يملّ الغراب نعيقه»، فالحمار بالمواصفات «الفل أوبشن» السابقة، لن يمل نهيقه حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وحيث بقي العاشق يشنف آذانه «بالنهيق» العذب خصوصاً لو كان من جحشة كحيلة نصف وقورة وطويلة وسيمة ممشوقة القوام، وناصعة البياض. يبقى هناك أمل بأن لا يقدر حتى الشيطان الأكبر والعفاريت الزرق على عكننة باله وإيقافه عن طبع القبل على خد محبوبته وقوله لها صباح مساء «أموت فيك» يا حر…!.