تحضر سيدات عسيريات أطباقا شعبية معروفة في المنطقة، مثل «السليط» وهو سمك مطعم بزيت السمسم المزين بطبق الكوسا، وبعض الخضراوات المغذية، مع أقراص البر والماء البارد، وتتوجه هؤلاء السيدات إلى سوق «عمق» الشعبي مع طلوع الفجر، لإعداد وبيع هذه الأطباق المحلية. وتشير البائعة أم ناصر إلى الحاجة الماسة إلى الاهتمام بوضع السوق، مطالبة بإيجاد أماكن مخصصة لتناول الوجبات، وبناء دورات مياه للعاملين في السوق، بالإضافة إلى مرتاديه. بينما تذكر البائعة أم خزيمة أنها تقصد السوق يوميا منذ أكثر من ثلاثين عاماً، من أجل تحضير السمك حنيذ، وتطييبه بإيدامات الكوسا و»السليط»، حيث استطاعت خلال هذه السنوات استقطاب كثير من الزبائن لتناول الطعام في ركنها المبني من الأعشاش و»الهانقر» أي الصفيح، مع انعدام تام للمياه، وانقطاع متكرر للكهرباء يعيق عملها في كثير من الأحيان. وناشدت البائعة أم سلطان البلدية بالاهتمام بهذا المرفق السياحي التراثي المهم، مهيبة بضرورة إعادة بناء السوق وترميمه، حتى يتمكن من استقطاب السياح ومرتادي السوق. وأفاد مجموعة من الشباب كانوا يستمتعون بتناول السمك حنيذ مع «السليط»، بأن حال السوق مؤسفة، مؤكدين أن مضاعفة الجهود، سيثري الجانب السياحي والتنموي للمنطقة، لا سيما في هذا الموقع الأثري، الذي يعكس جزءا مهما من التراث المحلي، الذي بات مهملا ومتجاهلا بشكل واضح، مؤكدين أهمية بناء سوق شعبي تراثي سياحي يخدم في المقام الأول السيدات العاملات في السوق، ويحفظ لهن كرامتهن وأهميتهن.