خاصة عندما يتنفس الفجر برئة البحر وتداعب الشمس سنابل القمح وتقبل الفل في (ردائمه). كنت على موعد مع تفاصيل الجمال التي لن تراها إلا في جازان قررت الذهاب لأحد الأسواق الشعبية . وكان الموعد مع سوق صبيا الذي يقام كل ثلاثاء من كل أسبوع من مطلع الشمس إلى ما بعد الظهر ويجمع في جنباته متخلف الأشكال من الأنواع من الملبوسات والأواني الفخارية والبهارات وبعض منتجات الحرف اليدوية التي تشتهر بها جازان (المغشات / الحياسي/ الجونة/ المطاحن/ الفناجين الحجرية/الصحاف) . تجولت في ركن الحلوى التي تشتهر بها جازان يبهجك منظر الحلوى الطازجة المصنوعة من ( النارجيل) وحلوى السمسم والمشبك يقطر حلاه كالندى من خدود الورد اقتربت من بائع الفل الذي كان يضع مختلف أنواع الفل على باب دكانه الفل العباسي والجيزاني وفل الزيديه والعريشي وأنواع من النباتات العطرية الكادي والبعيثران والفل عزان وككل نساء جازان لا يمكن ان أرى الفل ولا أحمل منه ما يكفيني أنا وأمي وأختي . قبل أن أغادر السوق وقفت أمام معصرة زيت السمسم (السليط) وتابعت دورة الجمل وهو يعصر الزيت المنساب كالذهب المنصهر واشتريت السليط كما نسميه في جازان والذي نستخدمه في قلي السمك والخضار ووضعه على أطباق الفول.. خرجت من السوق محملة بالفل والزيت والحلوى والبن اليمني والأواني التراثية . جازان ثرية جدا بتاريخها العريق ومورثها الشعبي والثقافي والتراثي الذي لاحصر له مما جعل جازان مميزة جدا بين كل مناطق المملكة.