نكلم وزارة التربية والتعليم عن غياب السلامة في مدارسنا داخلها وخارجها تجاوبنا بفرحة عارمة عن فوز برنامج «نور» بجوائز عالمية كأنها تحاول ذر الرماد في العيون أو تغطي فشلها في التربية بنجاحها في التقنية وما باليد حيلة، بيد أن برنامج نورهو نظام تقنية معلومات لا يمت للمسائل التربوية بأية صلة بالإضافة إلى أن الجوائز العالمية أصبحت من أسهل الأشياء أن تحصل عليها الآن، حتى بنوكنا الرديئة تتسابق في إعلانات حصولها على الجوائز العالمية، كما نجد أن تنفيذيينا المتواضع أداؤهم ،الذين طرد بعضهم من أعمالهم حصلوا على هذه الجوائز العالمية. الفوز بنظام تقنية معلومات ممكن يُفرح وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لأنه من صميم أعمالها كما أن التربية الغائبة من صميم عمل وزارة التربية والتعليم. هناك خلط كبير في الأولويات في وزارة التربية والتعليم تحدثنا عنها كثيراً وتغاضينا عن المستوى الدراسي المتواضع للتعليم ،ولكن لا يمكن أن نتغاضى عن سلامة فلذات أكبادنا وكارثة مدرسة جدة لا زالت عالقة في أذهاننا لا نريد أن ننام ونصحو على كارثة سواء داخل المدارس أو خارجها، ومدارسنا «بنين وبنات» محفوفة بالمخاطر الواضحة للعيان. منظر انصراف المدارس لدينا فوضى عارمة مخيفة وسط صياح السائقين وحيرة الصغار خصوصاً طلاب الروضة والتمهيدي والمراحل السنية الأولى لأن سائقي السيارات لا يرونهم فهم عرضة لمخاطر الدهس في أية لحظة في ظل انعدام مسؤولي تنظيم السير، هذا المنظرالمعتاد الذي تراه أمام أي مدرسة أمريكية وقت الانصراف. مدرسة مرموقة في الشرقية لديها جهاز بحجم كف اليد تحت لهيب الشمس يتزاحم عليه السائقون وأولياء الأمور لمناداة فلذات الأكباد وقت الانصراف في التمهيدي دون هويات. ومع صعوبة تهجئة السائقين الآسيويين لأسمائنا يحدث لبس فيخرج أطفال إلى الخارج لم يأت آباؤهم ولا سائقوهم. وتحكي أمهات في هذه المدرسة عن وقائع حدثت ،أنهن وجدن أطفالا على قارعة الطريق قبل أن يأتي ذووهم إلى المدرسة. هل سيغني برنامج نور عن ضياع واحد من هؤلاء الأطفال؟ هل تعلم هذه المدرسة كم ستدفع في أمريكا لو ضاع واحد من أطفالها؟ أتمنى من وزارة التربية والتعليم أن تُراجع أي دليل للسلامة في المدارس الأمريكية وتطبق ولو 10 % منه كل سنة لنصل إلى معايير مقبولة من السلامة بعد عشر سنوات لأننا لا نريد أن ننام ونستيقظ على كوارث أخرى في مدارسنا.