لم يقتصر طموح الشاب محمد الزايدي الذي يبلغ من العمر 29 عامًا على أن يحصل على وظيفة مرموقة ولا أن يكون مهندسا عاديا بل فكر في أن يكون مبتكرا ورجل أعمال وشق طريقه بنجاح ولم تتوقف فكرته عن ابتكار واحد فقط بل فكر في أن يؤسس شركة سعودية للابتكارات التي تدور في ذهنه، لكن التمويل يحول بينه وبين أن يشق طريقة لعدم استيعاب الجهات التمويلية لمشروعه ولكنه أصر بجد واجتهاد ومازال يفكر ويبحث عن ممولين ليشق طريقة. وقال الزايدي بعد أن حصلت على بكالوريوس الهندسة من جامعة ام القرى كان محور حديث زملاء الدراسة هو الحصول على فرصة عمل ووظيفة مرموقة. كان لدي تفكير مختلف ورغبات مغايرة عن بقية زملائي المهندسين. لم أكن أرغب أن أكون مهندسا عاديا ولا أن أعيش حياة نمطية. فقررت أن أشق طريق العمل الخاص. كان هذا الطريق شاقا وصعبا، أكثر بكثير مما توقعت ولكنه فجر لدي طاقات الإبداع والتحدي والمثابرة. كان طريقا متقلبا ومثيرا؛ تذوقت فيه نشوة النجاح ومرارة الإخفاق. ومما أسهم في استمراري رغم كل الصعاب هو المعرفة التي اكتسبتها عن طريق الدورات التدريبية الخاصة بإدارة المشروعات الصغيرة وإعداد خطط العمل. وبدأت مشروعي الصغير “لياليكوم” للهدايا المبتكرة بمكة المكرمة وحصلت على قرض 100 ألف ريال واستمر المشروع بنجاح وبعدها بفترة سمعت عن المنافسة الوطنية الثانية لأفضل خطط عمل لمشروعات الشباب. فقمت بإعداد خطة عمل درست من خلالها سوق هدايا الحجاج والمعتمرين، ورجعت للعديد من الأبحاث التي أعدها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة. وخلصت الدراسة إلى أن هناك شريحة واسعة من الحجاج والمعتمرين، من فئة عمرية معينة ودخل أعلى من المتوسط ويهتمون بالحاسب الآلي والإنترنت، لا يجدون هدايا تناسب احتياجاتهم فابتكرت هدايا رقمية حديثة قمت بتطويرها بحكم تخصصي في الهندسة الكهربائية والحاسبات. ثم قمت بابتكار طريقة خلاقة لتسويق المنتج باستخدام تقنية الواقع الافتراضي، بحيث يتمكن العميل من مشاهدة المحتوى الرقمي داخل المنتج قبل شرائه بمجرد تعريض كاميرا الويب أو الجوال لعلامة معينة وضعت على تغليف المنتج من الخارج. أيضا قمت بتطوير بروشور دعائي تفاعلي يستخدم هذه التقنية المثيرة فيظهر المحتوى الدعائي بمجرد توجيه كاميرا الويب أو كاميرا الجوال لعلامة موجودة على البروشور. الحقيقة نجاح هذه الحلول المبتكرة في زيادة المبيعات وفي جذب عدد كبير من العملاء. جعلني أقوم بإعداد خطة عمل جديدة ومتكاملة تشمل دراسة السوق ولتحويل المشروع لشركة تستثمر في التقنية وتقدم حلولا مبتكرة تستهدف أسواق وطنية واعدة مثل قطاع الحج والعمرة وقطاع السياحة الوطنية وقطاع الخدمات المساندة للشركات. وسيكون هناك عدة خطوط إنتاج مثل: التغليف الذكي والشارع الذكي والهدايا الدينية الرقمية وهدايا الترويج السياحي الرقمية والهدايا الترويجية الرقمية للشركات. وأضاف: لدي براءة اختراع تحت التسجيل وتقدمت بثلاث دراسات تفصيلية، لمنتجات جديدة تعتمد على هذه التقنية، لمشروع موهبة لتسجيل براءات الاختراع التابع لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين. حلمي الآن هو أن أجد التمويل الكافي لتنفيذ خطة العمل الجديدة وتأسيس الشركة التي أسميتها “الشركة السعودية لابتكارات التقنية”. التي تحتاج أكثر من مليون و800 ألف ريال لتنفيذ تلك الشركة، وقد تقدمت إلى جهات تمويلية “برنامج التجار”، ولم أحصل على القرض بعدم استيعاب اعضاء البرنامج للفكرة، وكلي أمل أن أجد مستثمرين أو حاضنات أعمال تؤمن بقدرات الشاب السعودي المؤهل وكفاءتهم في تنفيذ مشروعات تقوم على الاقتصاد المعرفي وتخدم الوطن.