تبنى مركز ريادة الأعمال في جامعة أم القرى مشروع «هدايا مكةالمكرمة الرقمية لبيك»، الذي يعد الأول من نوعه في هذا المجال. وأوضح مبتكر الجهاز المهندس محمد بن عواض الزايدي، أن المشروع استغرق تنفيذه قرابة أربعة أشهر، وهو عبارة عن جهاز يبلغ وزنه سبعة جرامات ونصف الجرام، وهو مصمم كميدالية على شكل الحجر الأسود مزودة بشاشة عرض لاستعراض 30 صورة رقمية للحرم المكي الشريف والمشاعر المقدسة، مع إمكانية تخزين 90 صورة إضافية، مشيرا إلى أن الجهاز مزود ببرنامج لتحميل الصور يعمل بمجرد ربطه بمنفذ USB مع إمكانية عرض الساعة والتاريخ على شاشة الجهاز، لافتا إلى أنه يمكن نقل الصور المخزنة في الجهاز إلى جهاز الحاسب الآلي. وبين المهندس الزايدي ل«شمس» أن الفكرة تولدت لديه بعدما حصل على بكالوريوس الهندسة: «كان محور حديث زملاء الدراسة هو الحصول على فرصة عمل ووظيفة مرموقة، وكان لدي تفكير مختلف ورغبات مغايرة عن بقية زملائي المهندسين، فلم أكن أرغب في أن أكون مهندسا عاديا كما لم أحب أن أعيش حياة نمطية، لذا قررت أن أشق طريق العمل الخاص، رغم أنه شاق وصعب، أكثر بكثير مما توقعت، لكن ما أسهم في استمراري هو المعرفة التي اكتسبتها عن طريق الدورات التدريبية الخاصة بإدارة المشاريع الصغيرة وإعداد خطط العمل». وأشار إلى أنه سمع عن المنافسة الوطنية الثانية لأفضل خطط عمل لمشاريع الشباب: «فأعددت خطة عمل درست من خلالها سوق هدايا الحجاج والمعتمرين، ورجعت للعديد من الأبحاث التي أعدها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، وخلصت الدراسة إلى أن هناك شريحة واسعة من الحجاج والمعتمرين، من فئة عمرية معينة ودخل أعلى من المتوسط، ويهتمون بالحاسب الآلي والإنترنت، لا يجدون هدايا تناسب حاجاتهم، فابتكرت هدايا رقمية حديثة طورتها بحكم تخصصي في الهندسة الكهربائية والحاسبات، وفازت خطة العمل التي تقدمت بها للمنافسة بعنوان هدية مكةالمكرمة الرقمية، بالمركز الثالث، وتشرفت باستلام الجائزة من ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وهو تكريم كبير كان أكبر حافز لتنفيذ خطة العمل الفائزة على أرض الواقع بالتدريج بشكل جزئي حسب إمكانياتي ومواردي المحدودة». وبين المهندس الزايدي أنه ابتكر طريقة خلاقة لتسويق المنتج باستخدام تقنية الواقع المدمج بحيث يتمكن العميل من مشاهدة المحتوى الرقمي داخل المنتج قبل شرائه بمجرد تعريض كاميرا الويب أو الجوال لعلامة معينة وضعت على تغليف المنتج من الخارج: «وساهم هذا الحل التسويقي المبتكر في التسويق لأول منتج تم طرحه في الأسواق من مشروع هدايا مكةالمكرمة الرقمية، حيث تم تصميم استاند عرض خاص للتسويق للمنتج باستخدام هذه التقنية، وهو موجود في صالات مطار الملك عبدالعزيز المغادرة الدولية والمحلية». وذكر أنه شارك أخيرا في ورشة عمل نظمها مركز ريادة الأعمال بجامعة أم القرى بهدف نشر ثقافة العمل الحر بين الطلاب، وكذلك التعريف بمشروعي هدايا مكةالمكرمة الرقمية والإنجازات التي حققها وبراءات الاختراع الحائز عليها، وذلك لتحفيز الطلاب والحضور لاتخاذ خيار العمل الحر بدلا عن البحث عن الوظيفة: «وقد بدا ذلك ملحوظا من خلال تفاعل الطلاب والحضور، حيث عرضت الابتكار على استاند العرض المبتكر، الذي استخدم فيه تقنية الواقع المدمج للتسويق لمنتجات مشروع هدايا مكةالمكرمة الرقمية». من جانب آخر أوضح مدير مركز ريادة الأعمال الدكتور خالد المطرفي أن المركز يعد أحدث مركز جامعي يتبنى منظومة من الأنشطة المتكاملة الهادفة إلى تعزيز الإبداع واحتضان الأفكار الجديدة القابلة للتطبيق لتكون أعمالا استثمارية رائدة في خدمة المجتمع بشكل عام وخدمة ضيوف الرحمن بشكل خاص، مشيرا إلى أنه أقيمت أخيرا ورشة تهدف إلى تحفيز الشباب على ممارسة العمل الحر والابتكار وإعطائهم مبادئ وأساسيات إنشاء المشاريع الصغيرة وإدارتها، لافتا النظر إلى أن جامعة أم القرى تبنت دعم فكر الإبداع والابتكار لإيجاد تطبيقات وفرص تنمي الأعمال المتعلقة بالحج والعمرة وتساهم في تطوير منظومة خدمة ضيوف الرحمن من خلال مفاهيم اقتصاديات المعرفة، وأنشأت الجامعة من أجل ذلك مركز ريادة الأعمال الذي يهدف إلى تطبيق مفهوم المجتمع المعرفي وتحقيق اقتصاد ريادة الأعمال والتحول نحو التعليم التطبيقي المنتج في مكةالمكرمة. وأكد مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس على أهمية التقنية والتكنولوجيا والمعلومات في حياة الناس في الوقت الراهن، مبينا أن تقنية العصر أصبحت تشكل عصب الاقتصاد العالمي، حيث أسهمت في العديد من المشاريع الحيوية التي كان لها الأثر الفاعل في إنشاء برامج مهمة تخدم الاقتصاد الوطني في كل فروعه ومشاريعه، مطالبا الشباب بضرورة الاستفادة القصوى من برامج التقنية الحديثة وتطويرها وتنمية أفكارهم بما يعود عليهم وعلى وطنهم بالنفع والفائدة، مشيرا إلى أن التطور العلمي والتكنولوجي يعكس تطور وقوة الأمم ونهضتها، مستشهدا بالعديد من الأمثلة في الدول المتقدمة التي استفادت من العلوم الحديثة. وأوضح المشرف على برنامج انطلاقة نواف السريع أهمية الأفكار والمشاريع الإبداعية وما تحظى به من دعم من قبل الدولة ممثلة في صندوق المئوية، إلى جانب الدعم الذي تقدمه الشركات العالمية لتحفيز وتشجيع الكوادر السعودية على العمل وتنفيذ المشاريع التي تعود بالنفع والفائدة عليهم وعلى وطنهم، لافتا الانتباه إلى أن هناك أكثر من مليون ونصف المليون شاب استفادوا من مثل هذه المشاريع في العالم العربي، مستعرضا أهمية برنامج انطلاقة والخطوات التي ينفذها البرنامج من خلال تبني الأفكار والمشاريع المقدمة سواء كانت تلك المشاريع صغيرة أو متوسطة، مشيدا بأهمية الدور الفاعل والحيوي المبذول من صندوق المئوية والقطاع الخاص لدعم هذه المشاريع من منطلق الشراكة الفاعلة بين كل الجهات والقطاعات الحكومية والمدنية.