أكدت اختصاصية التغذية رجاء العبدالله، أن الضغوط النفسية سبب رئيسي للإصابة بالسمنة، مشيرة إلى أن مكافحة السمنة تعتمد على معرفة السبب الذي أدى إليها، وقالت العبدالله ل«الشرق»، يتعرض الإنسان للسمنة نتيجة كثير من الضغوط النفسية الناتجة عن نمط الحياة السريع، وكثرة المسؤوليات، التي تسبب الإرهاق للشخص، إلى جانب إهمال التنظيم الغذائي، والاعتماد على الوجبات السريعة بشكل مفرط، وتناول وجبات خفيفة طوال النهار، وتعويضها بوجبة دسمة في العشاء والنوم مباشرة، عندها يقوم الجسم بتخزين الدهون، إضافة إلى أن المشاغل تحرم الشخص أحيانا من تناول وجبة الإفطار، رغم أنها أهم وجبة غذائية، إلى جانب الإقلال من شرب الماء، وعدم ممارسة الرياضة، فكلها أمور تدفع الجسم للسمنة والأمراض. وأشارت العبدالله إلى أن تعرض الإنسان للحوادث المؤلمة، دافع لزيادة وزنه، وقد يزيد وزن بعض الناس من ثمانية إلى خمسة عشر كيلوغراما حين يتعرضون لصدمة نفسية، حتى وإن لم يأكلوا، وذلك لأن تأثير الصدمة يعطل الأنظمة الما بين خلوية، المسؤولة عن تنظيم الملح والسكر والماء في الجسم، وبالتالي يزداد الوزن، ومن ناحية أخرى قد يلجأ بعض الناس عند تعرضهم لصدمة نفسية إلى العكس، فبدل الامتناع عن الطعام يصابون بشراهة في الأكل بدافع تسلية النفس، والهروب من الحزن، وهذه العادة غالبا ما تقع فيها النساء. كذلك قد يزداد الوزن عندما يمر الإنسان بفترات خمول جسدي ونفسي، يتسبب بها الملل والروتين، الذي يركن الفرد فيه إلى قلة الحركة والعمل ويكثر من تناول السكريات. ونوهت العبدالله إلى أن هناك بعض الأدوية خاصة بالأمراض النفسية وتسبب زيادة الوزن، كمضادات الاكتئاب، لأنها تساعد على احتباس الماء في الجسم، ناصحة من يعاني من اضطرابات بضرورة الامتناع عن عادة القضم العشوائي للطعام، مع الاستعاضة عن الأطعمة الدهنية والسكاكر بمأكولات صحية، مثل الخضار والفواكه، خاصة التفاح والكمثرى، والجبن قليل الدسم. كما وجهت إلى ضرورة تناول الثلاث وجبات الرئيسية اليومية في أوقاتها المحددة، وتشير إلى خطأ يقع فيه معظم الناس، وهو استغناؤهم عن إحدى الوجبات، واكتفاؤهم بوجبتين لتخفيف الوزن، وهو خطأ كبير يأتي بنتيجة عكسية، لأن الجسم يقوم بتخزين 90% من محتويات الوجبة التالية.