قال أستاذ العلاقات الدولية والمحلل السياسي إدريس السدراوي ل «الشرق»، إن القمة العربية التي ستعقد غداً، في بغداد، ستكون الأضعف على مستوى مشاركة الملوك والرؤساء وأمراء البلدان العربية. وعزا ذلك إلى انعدام الأمن في العراق، مضيفا أن السلطات العراقية تحاول تبديد المخاوف وبعث تطمينات للمشاركين، إلا أن هذه المعادلة، قد لا يكون لها تأثير، في تغيير مواقف قادة عدد من الدول العربية «ولو بقيت القوات الأمريكية في العراق بالكثافة التي كانت عليها من قبل، لأمكن القول إن الحكام قد يحضرون بكثافة للقمة، وهي حقيقة قد تغضب البعض بكل تأكيد، خاصة على مستوى الحكومة العراقية، ولكنها الحقيقة على اعتبار أن الأرضية الأمنية حاليا هشة، بدليل انتشار المليشيات وتعدد الانفجارات، واختيار بغداد ليس بالاختيار الصائب».وقلل السدراوي من نجاعة عقد قمة عربية في هذا الظرف بالتحديد، في ظل اشتعال المنطقة ولعبة شد الحبل داخل العراق بين مختلف الفرقاء السياسيين، مما يقدم دليلا مسبقا على أن الذين اختاروا توقيت القمة، لم يتوفقوا في ذلك، لأن الخلافات كثيرة والمواقف متباينة، بخصوص عدة قضايا محورية وأساسية، ناهيك عن أن العراق فوق رمال متحركة، ولا أحد يملك ضمانا تاما لسلامة الوفود التي ستشارك في القمة، فبالأحرى تأمين سلامة ملوك ورؤساء الدول». وأكد أن الخلافات السياسية في العراق، سترخي بظلالها على القمة، على الرغم من أن جدول الأعمال، لا يتضمن الأوضاع الداخلية في العراق، وهي معادلة غير مفهومة، لأنه لا يمكن إخفاء الشمس بالغربال. وبخصوص يد إيران في القمة العربية، قال السدراوي إن السلطات الإيرانية ستحاول بكل الوسائل التأثير على مسار القمة، فطهران وجهت طلبا رسميا لحضور القمة، إلا أنه رفض بحسب الأمين العام للجامعة العربية. واعتبر السدراوي أن إيران ستكون حاضرة، من خلال عيونها المدسوسة التي ستكون في القمة، في شخص نوري المالكي، حيث تسعى إلى تليين المواقف العربية تجاهها، في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، بعدما اتسعت رقعة الخلافات السياسية، في عدة قضايا جوهرية. وبحسب السدراوي، فإن إيران تدرك قيمة القمة في هذا التوقيت الدقيق، وتدرك ما يمكن للعراق أن يقدمه من خدمات لها، خاصة وأن العراق سيترأس الجامعة العربية، وقد تلعب دور الإطفائي من أجل تحسين صورة إيران لدى الدول العربية، خاصة بعدما كشفت صحيفة نيويورك تايمز، عن تغاضي العراق عن تمرير أسلحة إيرانية لسوريا عبر أراضيها. أما على مستوى الملف السوري، فتوقع السدراوي أن يحظى بالنصيب الأكبر من النقاش، خاصة في ظل عدم التمكن من تبني المبادرة المغربية لحل الأزمة السورية بسبب فيتو الصين وروسيا. وأكد السدراوي أن الدول العربية ستكون مطالبة بتطوير مقترحاتها لحل الأزمة في سوريا.واستبعد أن تتبنى القمة اقتراح تسليح المعارضة، فالعراق لن يسمح باتخاذ قرار من هذا الحجم فوق أراضيه، بداعي أن ذلك سيضر بمصالحه السياسية، وهو تبرير غير منطقي.