إذا استطاع «الفتح» أن يصمد أكثر ويجمع عددا كبيرا من النقاط ليتجاوز مجموعه «25» نقطة في الدورالأول فإنه سيغير كثيرا من القناعات السائدة في الشارع السعودي ، وسيشكل عامل ضغط كبير على إدارات الأندية المحلية الكبري التي تنفق الملايين بينما نتائجها أقل من حجم نجاحات نادي الفتح الذي يضم مجموعة متميزة من اللاعبين السعوديين ، ولديه خيارات جيدة في تعاقداته الأجنبية ، والأهم من ذلك أن لديه مدربا متميزا وهو التونسي فتحي الجبال الذي أقنعنا كمراقبين أنه يستطيع تقديم إضافة فنية للعب الخططي من خلال الشكل الفني الذي ظهر به الفتح طوال السنوات الماضية بشكل تدريجي . إنني متحمس لظهور أقوى لفريق الفتح ، وكم أتمني أن يستطيع هجر والرائد والتعاون ونجران والوحدة اللحاق به حتى نري دوريا سعوديا حقيقيا لاتوجد به مباريات مضمونة النتائج ، أو متنافسون معروفون حتى قبل انطلاقة الدوري . الدوري السعودي يشهد إقامة أكثر من «200» مباراة لكن المباريات الجميلة لاتتجاوز «20» مباراة فقط ، وهذه قضية مهمة تحتاج إلى نقاشات لا يتسع المجال الآن لنقاشها ، لكننا ننتظر من النصر والهلال اليوم السبت أن يقدما لنا مباراة جيدة وأن يبذل اللاعبون فيها جهدا أكبر للفوز يرضى المشاهدين والمشجعين قبل أن يفوزوا بنقاط المباراة وألا نصطدم «بعك» وتوتر يفقدنا جمالية اللعبة التي نعشقها. الجمهور السعودي أصبح منفتحا على مشاهدة مباريات كرة القدم العالمية ، وأصبحت لديه مقارنات مستمرة بين ما يرونه محليا وبين ما يقدم عالميا في دوري الأبطال والدوري الإسباني والإنجليزي وغيرهم ، وبالطبع فإن المقارنات تؤكد في كل مرة حجم الفجوة الضخمة بين واقعنا المحلي وبين قمة الإبداع الأوروبية. أن مسألة تقليص الفجوة هو هدف كل محب للكرة السعودية من خلال تطوير الملاعب والأنظمة والتمويل والعدالة في القرارات والتوازن بين جميع الأندية ، لكن مع الأسف الشديد أن الناس لا ترى سوى فجوة تتسع يوما بعد يوم حتى أنني أصبحت أخشى أن نصل إلى يوم تصبح فيه المقارنة بين الواقع المحلي والإبداع الدولي ليست أمرا صعبا أو مستحيلا بل أن تتحول إلي أمر معيب وغير منطقي . لازلت أكررأن الرياضة السعودية تحتاج إلى دعم ورعاية حكوميه حقيقية ، إذا كنا حريصين على أن تبقى الرياضة من اهتمامات شباب هذا البلد .