قال بيانٌ للجيش المصري أمس إنه سيجري إعادة انتشار للقوات المصرية المشاركة في الحملة الأمنية (نسر) في سيناء ضد المسلحين المتشددين. وأوضح البيان أن 11 إرهابيا قُتِلُوا في العملية حتى الآن، لكن شهود عيان كشفوا ل «الشرق» أن عشرات الدبابات المصرية غادرت مدينة العريش بعد أن سُحِبَت من مواقعها في رفح والشيخ زويد. وقال بيان القوات المسلحة إن «الجيش سيواصل العملية نسر لملاحقة الإرهابيين وأنه سيبدأ إعادة نشر القوات لاستكمال مطاردة العناصر الهاربة والقضاء على جميع البؤر الإرهابية في سيناء». وكانت القوات المسلحة المصرية بدأت العملية «نسر» في 6 أغسطس الجاري ضد الجماعات الإسلامية المسلحة في سيناء رداً منها على الهجوم الذي استهدف نقطة حدودية مصرية في رفح وقُتِلَ فيه 16 جنديا. وقال شهود عيان في الشيخ زويد (30 كيلومتراً شرق العريش في شمال سيناء) إن الدبابات المصرية تحركت من رفح والشيخ زويد والماسورة محملة على شاحناتها، وأضافت المصادر ل «الشرق» أنه يجري تجميع الدبابات في معسكر تابع للجيش الثاني المصري في قرية خربة غرب العريش. ويعتقد مراقبون أن هذه الخطوة من الجانب المصري تأتي استجابة للضغوط الإسرائيلية على مصر بعد إدخال الأخيرة آليات عسكرية ثقيلة لسيناء بالمخالفة لاتفاقية السلام الموقعة بينهما عام 1979. وقبل أسبوع، قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أرسل رسالة للقاهرة يطالبها بالكف عن إرسال الدبابات إلى سيناء دون التنسيق مع تل أبيب، لكن رئاسة الجمهورية قالت إن المؤسسات الرسمية في البلاد لم تتلق طلباً رسمياً من الجانب الإسرائيلي بإخراج المعدات الحربية المصرية من سيناء. وتعتقد الناشطة السيناوية منى الزملوط أن عملية سحب الدبابات المصرية من المناطق الحدودية ليس لها علاقة بما تردد عن اعتراض إسرائيل، قائلة ل «الشرق» «العملية نسر في نهايتها وبالتالي لم يعد هناك حاجة لوجود المعدات الثقيلة أساسا»، وأضافت الزملوط «ما يحدث الآن أن مصر تسحب الدبابات للمنطقة (أ) وفقا لاتفاقية السلام». وتعد الحملة العسكرية في سيناء أكبرعملية انتشار للجنود المصريين في سيناء منذ أن سلمت إسرائيل سيناء لمصر بعد معاهدة السلام التي حدت من الوجود العسكري المصري فيها عبر تقسيمها لثلاث مناطق (أ) على قناة السويس و(ب) وسط سيناء و(ج) المناطق الحدودية. وتحظر الاتفاقية وجود أي معدات عسكرية مصرية ثقيلة في المنطقة (ب) و(ج) بينما تسمح بوجود رمزي في المنطقة (أ) عبر فرقة مشاة ميكانيكي واحدة فقط. اللافت، أن بيان القوات المسلحة، الذي أذاعه التلفزيون الرسمي، يتناقض مع ما قاله الإعلام الحكومي في وقت سابق نقلا عن مصادر أمنية حول مقتل عشرين مسلحا إسلاميا بهجمات للطائرات المروحية قبل نحو أسبوعين. وقال البيان «القوات المسلحة وبالتعاون مع الشرطة المدنية تمكنت منذ بدء العملية نسر لملاحقة الإرهابيين واستعادة الأمن في سيناء من إلقاء القبض على 23 فردا وقتل 11 وإصابة واحد من العناصر الإرهابية». وكشفت مصادر خاصة ل «الشرق» أن العدد الإجمالي لمن قُتِلوا في العملية حتى اللحظة 7 فقط وليس 11. من جانبه، أوضح مصدر أمني أنه تم مصادرة 11 مركبة مختلفة الأنواع وكمية من الذخائر منها 4 بنادق آلية ورشاش خفيف و6 قنابل يدوية و5 ألغام مضادة للدبابات وصاروخ m21. إلى ذلك، واصلت القوات المسلحة هدم الأنفاق بين مصر وقطاع غزة من الجانب المصرى، وتم إغلاق 35 نفقا بمعرفة القوات المسلحة وأغلق الأهالى قرابة 170 نفقا منزليا بمعرفتهم. قالت مصادر وشهود عيان إن الآليات اتجهت إلى منطقتى صلاح الدين والبراهمة شمال البوابة وفى اتجاه البحر الأبيض المتوسط، وتقوم حاليا بإغلاق الأنفاق فى مناطق الزراعات فى الوقت الذي لم تدخل لإغلاق الأنفاق فى المنازل وسط مخاوف من الاشتباك مع الأهالى حال دخول البيوت لإغلاق الأنفاق خشية تعرضها للانهيار.