« هم و انزاح» رددتها كثيرا وأنا أمزجها بآهة طويلة تنم عن الإحساس العميق بالإرهاق بعد محاضرة طويلة أو زيارة لابد منها، وربما بعد شراء ملابس العيد !!! عديد منا يشكو كثرة مشاغله وواجباته المتعددة، ومعظمنا لا ينسى أن يختمها بزفرة حسرة عنوانها «آه هم وانزاح»، وربما لو نطقنا بعد الموت لقال معظمنا (هم و انزاح)!! ولذلك فإن هذه الفلسفة لا تنفك عن كونها أسلوب حياة يشاطرنا قدراً كبيراً من أيامنا وساعاتنا. فإذا أردنا أن نكون سعداء، لابد لنا أن نحظى ببعض المتعة، (وإن لم تكن تصنع ما تحب فأحب ما تصنع )، لماذا لا نتفاعل مع حياتنا وكل أمورنا والأشياء من حولنا بأسلوب (إنني هنا في المكان المناسب)، وبطريقة (أنا أحيا وأفعل ذلك بتقبل واستمتاع ) ؟! ابحث عن عمل تستمتع به، واسكن بيتا تحبه، ربِّ أبناءك بسعادة، ودلل نفسك كثيرا، اشعر أن كل لحظة تعيشها لحظة «استثنائية»، فتش عن سعادتك في كل مكان حولك، وتقاسمها مع الآخرين، ستجدها بسهولة، فهي حولنا دائما، وكل ما نحتاجه هو البحث عنها، وفي المقابل تجاهل المحبطات التي تنغص عليك حياتك، من أجل نفسك قبل أي شيء آخر. اعلم أنه أمر يبدو صعبا، لكنه تحد رائع يستحق التجربة، فلنتخذ (الهمّ) الصغير الذي يبدو كبيراً بكل استمتاع وسعادة ورضا، وحينها فقط سنحيا كما نريد!!