باغت اتصال هاتفي ورد إلى جوال أحد المحاضرين خلال أمسية نظمها النادي الأدبي في الرياض، مساء أمس الأول، فقام مباشرة بالرد على الاتصال وسط ضحكات واستغراب الحضور، إلا أن المحاضر أكد لهم بعد إنهائه المكالمة أنه لا يستطيع عدم الرد على اتصالات «المدام»، ما جعل عدداً قليلاً من الحضور يهتف بالتصفيق على تصرفه. وكان المحاضر الوراق أحمد كلاس، وهو أحد أشهر باعة الكتب في حراج «بن قاسم الشعبي» في الرياض، قد حضر إلى مقر النادي صباح الثلاثاء ظناً منه أن المحاضرة في الثامنة والنصف صباحاً، ليتفاجأ بأن موعدها في المساء، كما أن ظروفه الصحية أجّلت تنظيم المحاضرة لأكثر من مرة، حيث سبق أن حدد النادي منتصف شعبان الماضي موعداً للمحاضرة. وأبدى الحاضرون امتعاضهم من المحاضر، كونه لم يضِف أي شيء للحضور عن تاريخ الحراج، حيث ذكر أحد الحضور في مداخلته «كنا نتوقع أن نسمع مع الضيف تفاصيل الذاكرة الثقافية الشعبية لحياة الناس الفكرية والمادية لأحد الأوجه التاريخية لمدينة الرياض، لكننا لم نستفِد أي شي حتى الآن». كما غادر عدد من الحضور خلال المحاضرة بسبب عدم وصول الصوت بشكل جيد للحضور، كون الضيف كان يتحدث في معظم فترات المحاضرة بعيداً عن «الميكروفون»، وباتجاه مدير اللقاء محمد القشعمي، ليرد عليه في إحدى المرات «تحدث للجمهور ولا تقُل لي، أنا أعرف هذه القصص». وبادر القشعمي بذكر بعض المعلومات عن كلاس، حيث قال «ما لا يعرفه الناس أن كلاس لا يقود السيارة، ولا يملكها، فهو يعتمد على سيارات الأجرة، أو المشي على الأقدام، وهو يحمل فوق رأسه كثيراً من الكنوز الثقافية النادرة ليعرضها على المهتمين من أفراد ومؤسسات، كما سبق وأن أهدى مكتبة الملك فهد الوطنية أكثر من خمسة آلاف كتاب، ويعدّ ممن دعمها عند تأسيسها». وسرد القشعمي ما حصل لكلاس حينما منعه حراس الأمن من حضور حفل افتتاح المكتبة عام 1417ه، بالرغم من دعوته لحضوره بسبب قدومه بسيارة أجرة، ولرثاثة ملابسه وكثافة شعره، ما دعاه للعودة ماشياً من العليا إلى منفوحة، خشية أن يعلم أهله بمنعه من حضور الحفل بالرغم من دعوته وتكريمه فيضحكوا عليه.