أصبحت الأسواق النسائية المغلقة، من أهم الأماكن التي تحرص المرأة السعودية على ارتيادها، لأسباب كثيرة، أبرزها وجود نساء بائعات، مما يفسر حالة رضاء المجتمع على إقبال النساء والفتيات على العمل في مهنة بائعة، وعلى الرغم من أن الظروف الصعبة، هي التي دفعت بعضهن لهذه المهنة، إلا أن دخلها القليل يوفر لهن مهنة شريفة تكفيهم الحاجة وسؤال الآخرين. تقول البائعة «دارين معن» والتي تعمل في محل تموينات: «أنا امرأة مطلقة أعمل منذ ثلاث سنوات، وقد تنقلت في عدد من الوظائف ما بين إدارية وتجميل، وحاليًا أعمل بائعة لكي أعيل نفسي وأبنائي فأنا أم لطفلين (بنت وولد)، بالإضافة إلى أني أقوم بمساعدة أهلي، راتبي لا يتجاوز الألف ريال شهريًا لكنه يكفي حاجتي ولا يجعلها محتاجة لأحد». وأكدت البائعة «مها الدوسري»، والتي تعمل في محل للملابس الجاهزة النسائية ضعف الرواتب فهي لا تتقاضى سوى ألفين وخمسمائة ريال مع دوام كامل»، منوهة إلى «أنها حاصلة على شهادة جامعية ولكنها لم تجد عملا آخر سوى البيع، كما أن الحاجة للعمل دفعتها للقبول بهذا الراتب لكونها امرأة مطلقة ولديها بنت تعولها»، وقالت «أسعى لتحسين وضعي المادي وتحمل مسؤولية نفسي وابنتي»، ففقد حكم لابنتي بخمسمائة ريال فقط كنفقة وهي لا تكفي». وطالبت مها وزارة العمل، بإنصاف البائعات السعوديات وذلك بتحديد ساعات عملهن بأن لا تزيد عن 48 ساعة في الأسبوع، بالإضافة إلى العمل على رفع رواتبهن وإلزام أصحاب المحال التجارية في الأسواق والمراكز النسائية المغلقة.وتضيف البائعة «عزة عبد الحي»، وتعمل في محل فضيات ومشغولات يدوية قائلة «إن رواتب البائعات ضعيفة ولا تكفي في ظل ارتفاع الأسعار ولكنها خير من البقاء بلا عمل». مبينة أنها تعول أسرتها المكونة من أربع بنات وأخ صغير، لا يزال يدرس بالمرحلة الابتدائية. وذلك منذ وفاة والدها وانقطاع والدتها عن العمل بسبب تعرضها لحادث سير. وتؤكد البائعة «نمشة عبد الله الدوسري»، صاحبة محل ألعاب أطفال، غلاء الإيجارات في الأسواق النسائية، وقالت:لا نستطيع دفع الإيجار دفعة واحدة ونقوم بتقسيطه لإدارة السوق, فدخل المحل لا يتجاوز السبعين ريال يوميًا، ورغم أنه لا يعد دخلا جيداً فأنا أرملة ووحيدة وأرغب في العمل لتمضية الوقت والبحث عن لقمة العيش، مشيرة إلى أن حصتها من راتب زوجها المتوفي 300 ريال شهريًا فقط. ونوهت موظفة الاستقبال «زرعة أحمد ناصر»، وتعمل في إحدى الأسواق النسائية المغلقة، إلى أهمية العمل بالنسبة للمرأة أيًا كان وضعها الاجتماعي والمادي، مبينة أنها قبلت العمل دون أن تسأل كم ستتقاضى عليه من أجر، فهي ترى أن العمل بأي مبلغ مالي يكفي المرأة الحاجة والسؤال سيكون خيرا لها من البقاء في المنزل بلا عمل أو مورد للرزق»، معترفة بأن راتبها لا يتجاوز ألف ريال. وأوضحت البائعة «عبير الشهري»، تعمل في محل عطورات منذ ثلاث سنوات، إن أحوال والدها المادية جيدة لكنها لم تطق البقاء عاطلة في المنزل، مبينة أنها لا تزال تنتظر تعيينها في قطاع التعليم منذ خمس سنوات، كاشفة عن رغبتها مستقبلا في استئجار محل تجاري خاص بها. من جانبها أكدت المسؤولة الإدارية في سوق مدينة(( أسرار الارتقاء))، مها بنت عبد العزيز السويدان على« أن الأسواق النسائية المغلقة أصبحت ملاذًا لعدد من الفتيات والنساء السعوديات ولا سيما في السنوات الخمس الأخيرة. وذلك إما للعمل في البيع بأجر أو لإدارة محالهن التجارية والوقف فيها للبيع».مشيرة إلى أن الإيجارات في متناول يد الجميع. ومؤكدة أن وضع البائعات والمستأجرات الاجتماعي لا يشمل فئة دون أخرى فهناك المطلقات والمتزوجات .