أثبتت دراسات تربوية حديثة أهمية العناية بالثقافة الفكرية للأطفال، وأكدت أن الاهتمام بثقافة الأطفال هو اهتمام بمستقبل الأمة بكاملها، وما يتعلمه الطفل اليوم هو بناء لحضارة المستقبل. وتُعدد معلمة الثقافة الإسلامية، حصة محمد، الوسائط والجهات المؤثرة في ثقافة الأطفال، التي من أبرزها (الأسرة، المدرسة، المسجد، وسائل الإعلام ومراكز الثقافة)، مشيرة إلى أن الجانب الثقافي لدى الأطفال يبدأ من البيت أولاً، وتضيف «تشير الإحصاءات إلى أن البيت يشكل نسبة %90 من ثقافة الطفل». ويقول التربوي المتخصص في إعلام الطفل، حسن محمد شاهين «إن الإسلام اهتم بالأطفال اهتماماً كبيراً، وحض على حسن تربيتهم، كما أوصى الآباء والمربين بأن يدخلوا إلى عالمهم، ويفهموا نفسياتهم؛ لتهيئتهم لخوض ميادين الحياة المختلفة، مسلحين بالعلم والثقافة الإسلامية؛ ليكونوا روّاداً لبناء الحضارة الإسلامية»، وحثّ شاهين الأُسر والمُربين على الحرص على تثقيف الأطفال وتربيتهم، ودلّل بقول الرسول (عليه الصلاة والسلام) «لأنْ يؤدب الأب ابنه خير من أن يتصدق بصاع»، مشيراً إلى أن الوسائل التعليمية والتثقيفية قد تطورت، حيث يضيف «تطورت العملية التعليمية من التلقين والكتاب والتمثيل، وأصبحت تُقدم الثقافة الحديثة من خلال الشريط المسجل، وأفلام الرسوم المتحركة، والبرامج العلمية المبسطة وغيرها، ولا تزال تتطور بسرعة تخطف الأبصار، خاصة التطور التقني والبرمجي المستمر». وطالب مدير عام مكتب اقرأ للاستشارات التعليمية والتربوية، مالك بن طالب، بتفعيل دور المؤسسات والتربويين؛ لتعريف الآباء والأمهات بالمستجدات على الساحة التربوية، بما يحقق السعادة الأسرية، ويكسب أفرادها مهارات جديدة بأسلوب سهل وميسر وفعّال وإيجابي، يخاطب جميع الآباء والأمهات على اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية.