تكدس آلاف اللاجئين السوريين عند معبر باب السلام الحدودي أمس الثلاثاء في انتظار السماح لهم بالعبور إلى داخل تركيا بينما تسارع أنقرة بإقامة المزيد من المخيمات استعدادا لتدفق المزيد من اللاجئين الفارين من أعمال العنف في بلدهم. وأغلقت تركيا الحدود بصفة مؤقتة أمام اللاجئين السوريين قائلة إن كل المخيمات في أراضيها امتلأت إلى سعتها القصوى وبات مستحيلا أن تستوعب المزيد من اللاجئين، لكن مسؤولين قالوا إن الحدود سيعاد فتحها بمجرد الانتهاء من إعداد مخيمات جديدة. وذكر لاجيء سوري يدعى ياسين أن الثورة السورية لا تلقى مساعدة كافية، وقال «ما بيفوتوا حدا، إحنا شباب دخلنا اليوم بباسبورات نظامية والعائلات الله يعينها، مقومات المعيشة ما في أبدا، وأمن ما في أبدا، شيء فظيع جدا». وتستضيف تركيا في الوقت الحالي أكثر من ثمانين ألف لاجيء سوري في تسعة مخيمات على الحدود. وفرّ أكثر من مائتي ألف سوري إجمالا إلى دول مجاورة منذ بدء الصراع ليتجاوز العدد تقديرات الأممالمتحدة في نهاية العام التي بلغت 185 ألفا. وتشعر تركيا التي تستضيف أكبر نسبة من اللاجئين بخيبة أمل بسبب ما تعتبرها استجابة دولية بطيئة. ويقول مسؤولون إن عدة دول أرسلت مساعدات إنسانية لكن لم يتم إرسال مساعدات مالية وإن جهود المساعدة إجمالا بطيئة. وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ذكر الأسبوع الماضي أن بلاده قد لا تتمكن من استيعاب أكثر من مائة ألف لاجيء سوري وأشار إلى أنه ربما ينبغي للأمم المتحدة أن تقيم «منطقة آمنة» داخل سوريا. وتخشى أنقرة تدفقا جماعيا للاجئين على غرار ما حدث خلال حرب الخليج عام 1991 عندما تدفق 500 ألف شخص إلى أراضيها وتقول إن هذا سيكون أحد العوامل التي قد تدفعها لإقامة مثل هذه المنطقة. لكن تركيا مترددة في التحرك بشكل منفرد بشأن ما سيرقى بالضرورة إلى حد التدخل العسكري ولم تحظ فكرة إقامة منطقة عازلة بتأييد يذكر من دول أخرى حتى الآن.