تقدم مساعد مدير مستشفى محافظة بقعاء بطلب إعفائه من منصبه، وقبله استقال مدير نفس المستشفى ومدير مستشفى في حائل من منصبيهما، وخرجت الشؤون الصحية بحائل لترد بأن استقالة مدير مستشفاها جاءت نتيجة تسريبات عن إعفائه. وسنشهد في قادم الأيام مزيدا من الاستقالات كما يسميها مديرو المستشفيات، والإعفاءات كما تراها مديريات الشؤون الصحية، وبالتأكيد لانستطيع أن نبارك خطوة الاستقالات أو الإعفاءات ما لم تتضح الصورة كاملة، وذلك لسبب مهم جداً، وهو أن تتابع هذه الإعفاءات أو الاستقالات يوحي بأن هناك «شيئا ما» في الخفاء لم نطلع عليه بعد، وأن هناك قصصا صحفية لم ترو بعد.جميعنا – باستثناء بعض مسؤولي وزارة الصحة – يعرف أن خدماتنا الصحية ليست على مايرام، لدرجة أصبح الحصول على سرير لمريض في قائمة المستحيلات، والنجاة من مبضع «جراح» ولادة عمر جديد، والمؤكد أن خلف هذا الانحدار في مستوى الخدمات الصحية «حكايات وحكايات» لم تخرج للنور بعد. لذلك دعونا ننتظر حتى رواية هذه القصص، وظهورها للأضواء، وحينها نستطيع أن نتخذ موقفاً من هذه «الاستقالات، الإعفاءات» فربما يكون من بين هؤلاء من أبصر السفينة وقد خرقت فآثر القفز مبكراً، وربما يكون من بينهم من حاول توجيه السفينة للمرفأ فصادفته أعاصير كسرت مجاديفه، وخلعت شراعه. وإلى ذلك الوقت دعونا نستمتع بالتراشق الإعلامي بين المديرين والمديريات، وننس حكاية البحث عن الأسرة، وأخطاء «جزارينا« حتى تنتهي حرب التصاريح!