دمشق – معن عاقل إسقاط طائرة في ريف دمشق ومقتل خمسة عسكريين كانوا على متنها أكدت مصادر سورية مطلعة ل «الشرق» أن هناك نية لدى القيادة العسكرية النظامية لدمج الفرقة الرابعة التي يقودها فعلياً شقيق الرئيس، ماهر الأسد، بقوات الحرس الجمهوري. وتوقعت تلك المصادر أن السبب يعود إلى الضربات التي تلقتها أقوى فرق الأسد (الفرقة الرابعة) وأكثرها تسليحاً وتدريباً، وإلى اتساع رقعة المواجهات وارتفاع عدد القتلى من تلك القوات، ما يعني أن عملية الدمج ستؤمن تجاوز النقص في العدد ضمن إطار هيكلة جديدة، إضافة إلى فقدان الثقة بباقي الفرق العسكرية التي تعرضت لانشقاقات كبيرة وضربات عسكرية مؤلمة. ميدانياً، أسقط الجيش الحر أمس مروحية فوق جوبر بريف دمشق، وبحسب ببعض المصادر قُتِلَ جميع من كانوا على الطائرة، وهم العقيد الطيار علي حسن علي قائد المروحية ومساعده العقيد الطيار ميسر ونوس واثنان من صف الضباط اختصاص رماة وصف ضابط اختصاص ميكانيكا، وأعقب ذلك استنفار كبير لقوات جيش النظام عند مدخل دمشق الشمالي ووصول تعزيزات بعشرات السيارات العسكرية، وقطع طريق دمشق- حمص وسط استمرار الاشتباكات مع عناصر الجيش الحر في المنطقة. واستمر القصف على معضمية الشام طوال ليل أمس الأول من الفرقة الرابعة بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من بساتين المدينة واستمرار انقطاع التيار الكهربائي عنها وعن داريا بشكل كامل، كما تعرض حي القدم والحجر الأسود لقصف من ثكنة سفيان الثوري في الميدان، وسُمِعَ دوي انفجارات هائلة في قلب العاصمة دمشق. وفي داريا استمر الوضع الإنساني في التدهور بالمدينة بعد المجازر المرتكبة فيها من قِبَل قوات النظام، إذ انتشرت فيها روائح الجثث المتفسخة ما يهدد بانتشار الأوبئة، إضافة إلى استمرار انقطاع الكهرباء ونقص حاد في المواد الغذائية ومنع دخول الطحين للأفران في المنطقة، إضافة لإحراق أغلب المحال التجارية، وعدم قدرة الأهالي على النزوح بسبب الحصار وخوفاً من اللجان الشعبية التي تقوم بخطف الشبان وذبحهم والتمثيل بجثثهم. إلى ذلك سربت موظفة من المصرف التجاري السوري معلومات تفيد أن شبيحة النظام يقومون بسحب ودائع الشهداء الذين يقتلونهم بالاشتراك مع المدير العام وكبار الموظفين وبالتعاون مع الأمن، ويجري الاستيلاء على تلك الأموال وحرمان الورثة منها، ونصحت الموظفة كافة المواطنين السوريين الإسراع في سحب ودائعهم من البنوك والمصارف السورية وخاصة المصرف التجاري والعقاري وصندوق توفير البريد. معتقلون سوريون أفرج عنهم النظام أمس قائلاً إنهم لم يتورطوا في القتل (رويترز)