خالد بن فيحان الزعتر أكثر من عام ونصف العام على بداية الأزمة السورية ولبنان تعيش أجواء هادئة رغم التوتر الحاد في الحدود مع سوريا ولكن بعد تقديم المشروع السعودي على طاولة مجلس الأمن الذي يضمن خروجا آمنا للرئيس بشار الأسد ونقلا سلميا للسلطة، وهذا المشروع ببعديه الأخلاقي والسياسي جاء بعد فشل الحلول العنيفة والمتمثلة بلغة الأمر، التي كانت بحوزة المبعوث الدولي كوفي عنان، فالمشروع السعودي الذي حاز على نسبة تصويت عالية في مجلس الأمن كان كفيلا أن يوجه صفعة للإدارة الإيرانية التي سعت لإيقاظ خادمها حزب الله الذي استخدم السياح السعوديين ورقة ضغط على السعودية للتخلي عن المشروع إيمانا منهم أن المملكة العربية السعودية تتميز بمكانة عالية وتلعب دور العامل الأساسي لحل الأزمات العربية وصناعة القرار العربي، ولكن بعد أن فشلت هذه المساعي المنسوبة لحزب الله سعت الإدارة الإيرانية لفتح حوار مع المعارضة السورية فيما قام حزب الله بإشعال نار الفتنة في لبنان محاولة منه لكسب الجولة القادمة وضمان عدم زعزعة استقرار حزبه حيال سقوط النظام السوري الذي بات على المحك ومما لاشك فيه أنه في حال سقوط النظام السوري الحالي سيكون سقوطه بداية لانقطاع الشريان الإيراني وأجندتها السياسية في المنطقة التي وصلت بحزب الله لهذا المستوى، يبدو أن الجمهورية اللبنانية ذات السياسة النائمة وضعت قدمها على حافة الربيع الإيراني الذي إما أن ينحاز لصالح الجماعة السنية وتكون تغلبت على الهيمنة الإيرانية المتمثلة بحزب الله في المنطقة أو أن ينحاز الربيع الإيراني لصالحها وتكون أخرجت لبنان من البيت العربي كما الحال اليوم في العراق، وعند العودة للحديث عن المشروع السعودي الذي مما لا شك فيه أنه على محك التطبيق نظرا للسياسة السعودية التي طرحت هذا المشروع إبان الثورة اليمنية والذي تكلل بالنجاح ولكن المؤشرات الإيجابية التي تؤكد نجاح المشروع السعودي خصوصا وأن روسيا تلمح اليوم بنية عدم مساندة النظام السوري يفتح أسئلة عديدة أهمها هل تستطيع السياسة العربية أن تعمل على عودة الجمهورية السورية إلى البيت العربي وإنهاء رحلة التدخلات الإيرانية في المنطقة أم أنها ستكتفي بحل زمام الأمور فقط، لأنه في حال اكتفت السياسة العربية بحل الأزمة فقط وهذا قد يفتح المجال أمام الإدارة الإيرانية فرصة سحب بساط المعارضة السورية لصالحها وبذلك تكون الأزمة السورية المزعومة بالشعبية تحولت إلى أزمة عربية تضرب برجلها على دول الخليج العربي لضمان سير النظرية الإيرانية واحتمالية قلب نظام الحكم في الجمهورية اللبنانية، إذا الحل هو أن تعمل المنظومة العربية على إقرار مشروع يضمن سير انتقال السلطة لصالح الشعب السوري ووحدته بعيدا عن المعارضة السورية المتفككة، التي تعمل كل جهة فيها على حدا ولم تصرح حتى الآن عن مستقبل العلاقات مع دول المنطقة في الجولة القادمة وهذا مما يثير شكوكا عديدة حول وجهة سير المعارضة، وليس من الصعب أمام المنظومة العربية إقرار هذا المشروع خصوصا وأنها منذ بداية الأزمة السورية وهي تعمل لصالح الشعب وسلامته ولم تنحاز لأي جهة وتكون بذلك ضمنت عودة الجمهورية السورية إلى البيت العربي.