خيَّم الحذر الشديد على منطقتي باب التبانة وجبل محسن في طرابلس شمال لبنان في ظل هدنةٍ هشة خرقتها عمليات القنص التي حصدت قتيلين وعدداً من الجرحى، فيما لم يخرج الاجتماع الموسّع لفعاليات طرابلس السياسية بحلول عملية للمعضلة الأمنية، رغم تحذيرهم من أنّها أصبحت تُشكّل تهديداً للسلم الأهلي في كل لبنان. عمليات القنص تراجعت تدريجياً وتراجعت معها حدة الاشتباكات وصولاً إلى توقفها، وما أن هدأ صوت الرصاص شمالاً حتى استُبدِل بصوت المفرقعات في ضاحية بيروت الجنوبية. انطلقت المفرقعات النارية على أنواعها احتفالاً بإفراج الخاطفين في سوريا عن أحد المخطوفين اللبنانيين حسين عمر وتسليمه إلى السلطات التركية. وسبق الفرحة الناقصة إعلان المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم تلقيه إشارات إيجابية من الجانب التركي بشأن المخطوفين. وفي هذا السياق، أعلن عضو هيئة العلماء المسلمين سالم الرافعي أن «الخاطفين استجابوا لنداء هيئة العلماء المسلمين ووعدونا بالقيام بهذا الأمر ونحن نترقب إطلاق سراح جميع المخطوفين بناء على مناشدتنا لهم بذلك». وأشار إلى أنه «لم يكن لدى الخاطفين أي مطلب ونحن نعلم أن العلماء لهم وجاهة لدى المسلمين»، كاشفاً أن الخاطفين أرادوا إكرام علماء طرابلس بسبب موقفهم من الثورة السورية»، ومؤكداً أن «السبيل الصحيح لإطلاق المخطوفين اللبنانيين هو اتباع الطرق السلمية وليس خطف سوريين في لبنان». خطوة إطلاق سراح المخطوف اللبناني لاقاها آل المقداد بمثلها، حيث أكد أمين سر عشيرة آل المقداد، ماهر المقداد، أن العائلة أفرجت عن ستة سوريين غير متورطين في أعمال عسكرية مع الجيش السوري الحر، مشيراً إلى أنهم أبقوا على أربعة آخرين ثَبُتَ تورطهم، بالإضافة إلى المخطوف التركي. وكشف المقداد أن العائلة وضعت المختطفين لديها تحت تصرف الدولة اللبنانية واللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة ملف المخطوفين اللبنانيين. وشدد المقداد على أن العائلة تحت سقف الدولة خصوصا أنها لمست تحرّكاً جديّاً من قِبَلِها في ملف المخطوفين «لذا سيتم التعاون معها إلى النهاية»، على حد قوله. في موازاة ذلك، بثت قناة «الجزيرة» مقابلة مع المخطوف اللبناني في سوريا حسين عمر بعد إطلاق سراحه حيث أكد أن الخاطفين كانوا ينقلون المخطوفين اللبنانيين إلى مناطق آمنة عند قصف منطقة أعزاز التي كانوا فيها. وشكر حسين عمر الثوار السوريين، مشيرا إلى «أننا كنا ضيوفا عليهم لا مخطوفين، ولم يوجه لنا أحد أي إهانة، كما أنهم لم يحجزونا يوما ولم نر إلا سوريين وكلهم من منطقة أعزاز وهم يطالبون بالحرية»، مطالبا الشعب اللبناني والشعوب العربية بدعم الشعب السوري.