تظاهر المئات في ميدان العباسية في قلب القاهرة أمس الجمعة، تجاوباً مع الدعاوى التي أطلقها النائب السابق محمد أبوحامد لإسقاط «دولة الإخوان في مصر». وجاءت المشاركة الضعيفة للغاية خلافاً للدعاية الكبيرة التي أطلقها منظمو التظاهرات، وأغلقت قوات الجيش الطرق المؤدية للقصر الجمهوري بضاحية مصر الجديدة ووزارة الدفاع، كما انتشرت قوات الأمن المصرية في الشوارع بشكل مكثف خاصة بالقرب من مقرات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لها. واستجاب المئات أمس لتلك الدعاوى، حيث توزعوا في عدة ميادين بالقاهرة، أبرزها ميدان العباسية، المحسوب على أنصار الرئيس المصري السابق حسني مبارك، والمنطقة المحيطة بقصر الاتحادية الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة. بدوره، قال النائب السابق محمد أبوحامد إن الاستعدادات الأمنية حول مقر عمل الرئيس في قصر الاتحادية دليل على خوفه من مليونية وتظاهرات 24 أغسطس، معرباً عن اندهاشه من إغلاق قوات الجيش لجميع الطرق المؤدية لوزارة الدفاع، على الرغم من أنها كانت غير مستهدفة. وأوضح أبوحامد أن هناك خطوات تصعيدية سيتخذها المشاركون في المسيرة للضغط على الرئيس حتى الاستجابة لمطالبهم، ومنها قطع الطريق أمام قصر العروبة، لافتاًَ إلى أن التظاهر أمام القصر الرئاسي حق مشروع للمتظاهرين للتعبير عن مطالبهم. من جانبه، قال الناشط الحقوقي كرم غبريال «المواطنون نزلوا وشاركوا لكنهم تفرقوا في ميادين عدة»، مضيفاً، في تصريحٍ ل«الشرق»، أن «الإعلام الحكومي يتعامل بنفس منهج ثورة 25 يناير، ولا يسلط كاميراته إلا على الأماكن الخالية من المتظاهرين». إلى ذلك، شهدت مقار جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة استعدادات أمنية مكثفة خاصة في المقر الرئيس في ضاحية المقطم جنوبالقاهرة، التي شهدت تحركات أمنية كبيرة منذ الصباح الباكر لتأمينه من أي اعتداء من قِبَل المتظاهرين. وقالت مصادر خاصة في جماعة الإخوان المسلمين إن المئات من شباب الجماعة باتوا ليلة الجمعة في مقرات الجماعة والحزب وذلك لحمايتها من أي هجوم محتمل. من جهته، قال القيادي في حزب الحرية والعدالة، المهندس أسامة سليمان، إن «تظاهرات الجمعة كانت الضربة القاضية لفلول النظام السابق، والدليل على ذلك أنهم تظاهروا في ميادين الفلول بعيداً عن ميدان التحرير»، وتابع «لقد كان يوم فرز وطنياً وأرفع القبعة للمواطنين المصريين الذين لم يستجيبوا لهذه الدعوات». وقال سليمان «مرسي قام خلال أربعين يوماً بتخليص مصر من الحكم العسكري، وهو إنجاز كافٍ للغاية ولم يحققه أحد، كما أن مؤسسات الدولة لم تتشكل أساساً وبالتالي لا مجال للثورة». وأكمل «قررنا عدم قمع أو تقييد التظاهر ضدنا، ولكن تركناها لدعم الحرية والديمقراطية، والشارع أنصفنا». ويعتقد الدكتور إسلام حجازي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الدعوة لثورة أغسطس فشلت لأنها جاءت من بعض القيادات المحسوبة أساساً ضد الثورة، وآخرين من القيادات المتحولة، بالإضافة لعدم وضوح المطالب خاصة أنها من أحزاب كرتونية، وأضاف حجازي أن التوقيت غير مناسب لأن الرئيس مرسي لم يُكمل خمسين يوماً في الحكم. وقال حجازي ل«الشرق» «أنا أسميها احتجاجاً وليست ثورة، حتى الاحتجاج نفسه فشل، فهناك دورات زمنية للثورات تقاس بالعقود وليس بالشهور».